"الحب" و"الرعب"... "| بقلم الأديبة السورية د. فادية كنهوش 


"الحب" و"الرعب"... "| بقلم الأديبة السورية د. فادية كنهوش


مشاعر قوية لم يخطر ببالي يوما مقارنتها ببعض. ولكن ،بعد حادثة زلزال ٦ شباط ٢٠٢٣، وعندما ادركنا اننا كنا دائما نعيش متجاورين مع هذا الرعب المحتمل ان يصيبنا في أية لحظة، وجدت ان هذه المشاعر تتشابه في تأثيرها علينا..قد يمضي العمر دون ان نعيش احدى هاتين التجربتين " القويتين" فنكون محظوظين لعدم معايشة الرعب وسيئي الحظ لعدم تجربة مشاعر الحب ...واذا عشنا ،سواءا الحب او الرعب، فلن نخرج من تلك التجربتين إلا بندوب وجراح نفسية تطال كل نوعية الأشخاص(من كانت اعصابه قوية ام لا)...فمهما كنت قويا في مواجهة الخوف وكانت اعصابك قوية فأنت ستدرك ولو بعد مرور التجربة انها تركت آثارا سلبية جعلتك منهارا لحين ثم مختلفا عن السابق هذا اذا لم تمت رعبا( وأقصد ذلك حرفيا وقد حصل لاشخاص اعرفهم)...وفي حال الحب( الصادق اللهم) يتشابه الحال...أولا هو يجمّد قواك العقلية كما في حال الرعب...يجعلك غير متملكا لزمام الأمور..منقادا للمشاعر القوية التي تسيطر عليك...واذا ما خسرت الحبيب لسبب ما ( موت او نهاية علاقة)فستخرج من حالة الحب بندوب وآثار نفسية قوية تجعل منك شخصا منهارا لحين ثم شخصا مختلفا عن السابق مهماكنت قوي الشخصية وفي حالات_نادرة_ يموت الانسان حزنا وقهرا بسبب فقدان الحب. 

بالإضافة الى انه لا يمكن قياس الرعب(لا ادري اذا كان هناك مفردة للتعبير عن اعلى درجات الخوف.وكذلك لا يمكن قياس الحب.فالحب إما صادقا حقيقيا وإما واهما ينتهي بانتهاء المصلحة الفردية. 

وقد تحب في حياتك اكثر من مرة..على التوالي...وقد يكون الحب صادقا في كل مرة...ولكنك لن تستطيع ان تقول أي الأشخاص (رجلا كان ام امرأة) أحببت اكثر لأنه ليس هناك اكثر او أقل...هناك حب صادق فقط.

اما عن تجربة الرعب لا أدري اذا كان من الممكن قياس شدتها..لأنني اعتقد ان الرعب هو مواجهة خطر داهم على حياتك او حياة اولادك واهلك وذلك ما يجعل اي تجربة رعب تماثل الأخرى شدةً..

وما عدا ذلك فهو تأثير اللغة وقواعدها التي دائما ما تجرّنا الى استخدام "الأكثر"‘ " الأقوى" بسبب قوة المشاعر " الآنية"...اتمنى للجميع ان يجرّب تجربة "الحب" وان يحميكم الله من تجربة " الرعب"...آمين

Share To: