ضراوة الغربة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


ضراوة الغربة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم، 

ضراوة الغربة : 

لا أحد يكترث بما تُحِب ، لا أحد يهتم بمشاركتك ميولك واهتماماتك ثم يَزعُم الآخرون برغبتك في الابتعاد والعزلة فعَنْ أي شيء يتحدثون ؟ ، فالغربة هي غربة شعور وليس غربة أماكن فحَسب ، الغربة هي ألا تجد مَنْ يشعر بك ، يحاول أنْ يفعل ما ترغب وإنْ كان مُخالِفاً لما يشاء ، الغربة هي انعزالك عمَّن تعرف أو تريد أو عدم انخراطك مع مَنْ يملُك نفس الأهواء والميول ، الغربة لها العديد والعديد من المسميات بعيداً عن عزلة المكان الذي تشعر فيه بالوحدة ، فالحياة بعيداً عن البشر الذين اعتدتهم غربة ووحشة لا تُزيلها أي محاولة مهما كانت قوية ، الغربة هي غربة وقت ومسافات تفصلك عمَّن تود البقاء إلى جوارهم ، الغربة هي مشاعر تجول داخلنا ، تفتك بنا ، تعتصرنا من حين لآخر نظراً لشعورنا بعدم الانتماء لمكان ما ، الغربة هي أنْ يُفْرَض عليك البقاء في أي مكان لا تحبه أو ترغب به ، الغربة إحساس لا إرادي ينتابك فور الوصول لمكان نائي عن كل طموحاتك وأحلامك وأشخاصك المُفضَّلين ، الغربة هي شعور قاسٍ لا يتحمله بشري ولا يقدر أيضاً على وصفه مهما أعاد الكَرَّة ، الغربة ليست شعوراً مؤقتاً ولكنها قد تتفاقم وتتزايد بمرور الوقت وقد تمكث داخلك غير ناوية الرحيل بذلك الشعور المُؤرِّق الذي تُولِّده داخلك ويظل يتأجج كنار موقدة قادرة علي إحراق كل شيء بجسدك حتى تصبح كرماد بلا قيمة أو جدوى يخشى الجميع الاقتراب منه ، فلتحاول انتزاع نفسك منها بقدر الإمكان قبل أنْ تقضي على حياتك بلا رجعة ...




Share To: