الطيبات المؤذية | بقلم الكاتبة المصرية صفاء الحملاوي 


الطيبات المؤذية | بقلم الكاتبة المصرية صفاء الحملاوي



سلام الله على تلك القلوب التي علمت أن الأذى الذي يتخلل العطاء دون قصد ليس فقط في المن والأذي الصريح ، وأن أروع العطاء هو ما رفع الحرج وأدخل السرور وأذهب عن الأشخاص  الشعور بمرارة الحاجة، فعبر إليها بخفة وفرج عنها دون ألم وقد أُطلق على صنف من الناس أنهم نبلاء وذوي مروءة لأنهم أرفع درجات في أخلاقهم، يتفطنون إلى إكرام النفوس وحفظ مقامها وليس فقط سد حاجتها، يُحكي عن إحدى النساء

أنها كانت تطلب من جارتهم القليل من الملح فسألها ابنها لماذا تفعل ذلك وهي لا تحتاج إلى الملح فقالت  يا بني إنهم دائما يحتاجون إلينا فأردت أن أشعرهم أنني أيضا بحاجة إليهم فلا يخجلون عند الطلب، 

ويقول سعد بن العاص قبح الله المعروف إذا لم يكن ابتداء من غير مسألة فما المعروف عوض عن  مسألة الرجل إذا بذل وجهه فقلبه خائف وفرائصه ترتعد وجبينه

وقال على بن أبى طالب من كانت له إلى منكم حاجة فليرفعها في كتاب لأصون وجهكم عن المسألة، وكان العثمانيون يضعون حجر مجوف للصدقة عند رأس كل شارع فإذا أدخل أحدهم يده لا يعلم الناس هل هو متصدق أم من أهل الحاجة

هكذا تكون النفوس الصفية الخيرة والقلوب المحسنة إذا أعطت شيئا زينته بالجمال والأناقة

نقي الله أرواحنا وجعل الإحسان يغمر نفوسنا فالله يحب المحسنين




Share To: