متاعب الحياة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
السلام عليكم ،
متاعب الحياة :
أنهكتنا الحياة بطرق مختلفة ، بذلك الصخب الذي يَدُّك رأس كل منا مُصدِراً ضجيجاً مزعجاً يصعب تَحمُّله ، فيؤدي لمهالك لا نهاية لها تدفع المرء للجنون أو فقدان العقل أو الرغبة في الخلاص من هذا الأمر المُوتِّر الذي يؤرقه ويُعكِّر صفو حياته بتلك الطريقة المقيتة ولكن كيف له بذلك ؟ ، كيف يمكن إيقاف صوت ذلك الضجيج الرنان الذي لا يَكُف عن التفاقم وكأنه هزة عنيفة تفتك به ، تعتصره حتى الموت ؟ ، كيف يمكن للمرء التنحي عن تلك الأمور التي تُسبِّب له تلك الفوضى والغوغائية وعدم القدرة على التمتع ببعض الراحة والهدوء بعيداً عن تلك المشقات المتلاحقة التي لا تهدأ أو ترحل باحثةً عن مكان آخر أو شخص جديد تؤذيه بحيث ينال صاحبها قدراً من الرحمة فيكفي ما يمر به من ضغوط انهالت عليه دفعة واحدة فلم يتمكن من استيعابها فقد يُهيَّأ له أنها تفوق طاقته وقدرته على التجاوز بفعل كثرتها وشدة تأثيرها عليه غير مدرك بأن الله قادر على إخراجه من كل تلك المآزق ، فهو ينجيه منها في إغماضة عين فور التسليم المباشر لتلك الأحداث دون التأفف أو الامتعاض الذي لن يُنوِّله أي شيء البتة بل قد يُزيد من متاعبه بلا خلاص منها للأبد ، فلا بد من بعض التمهل والصبر لحين زوال تلك الأمور التي تُنغِّص المعيشة في بعض الأحيان ، فالحياة لا تسير على نفس المنوال طيلة الوقت ولكن الصبر هو ما يجعلها يسيرة هينة وكأنه يدفع عنا تلك الموجات العاتية التي قد تعترض طريقنا المُمهَّد في بعض الأوقات بلا قدرة على الإبحار إنْ لم نملك منه المزيد وهذا بدوره ما يؤدي إلى غرق السفينة الخاصة بنا قبل الوصول لبر الأمان الذي يُنقذنا من كل هذا الشتات ...
Post A Comment: