الخلل بين العلم والعمل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


الخلل بين العلم والعمل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


 السلام عليكم ، 

الخلل بين العلم والعمل :

نلاحظ أن أغلب الخريجين يعانون من مشكلة خطيرة في الآونة الأخيرة وهو عدم توافق ما درسوه بأرض الواقع وكأن الحياة تُعانِدهم ، فلِمَ يحدث ذلك معهم ؟ ، لِمَ يجدون ما هو مخالف لما أفنوا حياتهم في فهمه وقت العمل ؟ ، لقد كان من المفترض أنْ نُوجِّه كل اهتماماتنا ومقاصد الدراسة فيما يناسب سوق العمل عن طريق تعديل المناهج أو ما شابه حتى يجد الطالب فرصته المناسبة لتطبيق كل ما درسه بالفعل دون أنْ يعاني حتى يعتاد الطريقة التي سوف يمارس بها عمله هذا إنْ وجد تلك الفرصة من الأساس ، فلقد تغيَّر الوضع عن سابق عهده كثيراً وأعتقد أن هذا ليس بسبب زيادة أعداد الخريجين كل عام وإنما يرجع لسوء تنظيم فترات التعيين بحيث لا يحظى كل مُتقدِّم بوظيفة ما مُشابِهة لغيره خاصةً أن الجميع يملُكون نفس المؤهلات وهم في حاجة لبعض التدريبات فحَسب حتى يعتادوا روتين العمل الذي قد ينجح به أقلهم مهارة فهو خالٍ تماماً من عنصر الإبداع ولكنها منظومة اعتدنا عليها لسنوات طوال فلم نَعُد نكترث بعواقبها الوخيمة على الجميع ، ويبقى الأمر الأكثر صعوبةً هو متى يتغير ذلك الوضع الذي يُضيِّع المزيد من الفرص على المتميزين ويُفقِدهم الكثير من سنوات حياتهم دون داعٍ إذْ تقل فيها قدرتهم وشغفهم تجاه العمل ويُفضِّلون الركون عن السعي والمحاولة ، ويُصيبهم الإحباط الذي لا حد له بل وتتفوق عليهم الأجيال القادمة نظراً لتدهور طريقة التَعلُّم منذ البداية وإنْ استمررنا على هذا النحو ستتدمر المنظومة بالكامل بلا قدرة على الإنقاذ وسيعاني الأغلب من البطالة ويظل يتحسر على حاله وسنوات حياته التي تنقضي بلا أي عائد يُدَّر عليه ويُمكِّنه من تحقيق أحلامه التي ظل يسعى إليها طيلة حياته منذ أنْ بلغ ريعان الشباب بفعل عدم إيجاده أرضاً صلبة يقف عليها لمواصلة حياته العملية القادمة ؟ ، فلا بد من خطة للقضاء على هذا الفشل الذي حلَّ بالمجتمع والخلاص من ذلك الكسل الذي أصاب أجمع الشباب بلا استثناء بفعل تراخينا عن حُسن تطبيق نماذج تعليم فعلية متعلقة بأرض العمل حتى لا يجد الطالب ذاته فاشلاً حينما يصطدم بالواقع العملي ولا يجني أي شيء سوى مزيد من الخسائر والشعور بالعجز والفشل فيضيع مستقبله بالكامل ...



Share To: