عودة السندباد | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
قاب قوســين من عناقٍ , وأدنى
ووجيبٍ يســـحّ في الرّوح مُزْنا
وحريــــــــقٍ يهــــدّ كل حصوني
وغـــرامٍ يبــــدّد الآن حزنـــــــــا
جئتِ حُلْماً , وكنتِ أحلى الأمـاني
فوق هذا الفؤاد ما قد تمــــنّى
جئتِ طيفاً , كما ملاكٍ تجــــــلّى
تسحبين الضياء غنجاً , وحُسْـــنا
إيه يا بنتَ أحرفي , وخيــــالي
وقصيدي , وقد عشـــــقتُكِ , جُنّـا
كنتُ أغلقتُ باب قلبي زمانــــاً
ويقيني بالحبّ قد صار ظنّـــــا
وتركتُ الحِسـان خلفي ســـراباً
وشــــــربتُ الحنين دَنّـاً , فدَنّــــا
لم يعدْ من هوىً يزلزل روحي
صرْنَ كالنّســخ في الهوى كلُّهنَّ
لم أجدْ حلوةً تزيد اشــــــتعالي
تربك الأرض تحت قلبي المُعنّى
تجعل العمر قصةً من خيــالٍ
تسـكب الأفْق في كؤوسي لأهنا
تلهب الليــــل , تســـتبيح اتّزاني
مثل عصفورةٍ تداعب غصنـــــــا
شــاغبي , شـاغبي , ولا تسـتكيني
ليس غير الجنون يبــدع فنّــــا
بغـدٍ يكتبون عنّــــــــا الحكايــــا
فلْيطيلوا ما ســـوف يُكتَب عنّا
سـوف يحكون عن هوانا طويلاً
ويغــارون كلّهم كيف كنّــــــــــــا
ولْيقولوا بأننــــــا مثل طفليـ ....
.. ـــن , وأنّا في جنّة الحبّ تُهْنــــا
وبأنّا لم نعـــــطِ للعمر بـــــــــالاً
ولذا في مــروره ما كبرْنـــــــــا
أنا كالسّـــــندباد ما زلتُ أمضي
فامنحي ســــــندبادَكِ اليوم إذْنا
ودعيني على شــواطيكِ أرســو
فشـــراعي إلى شــواطيكِ حنّــا
طال هذا الرحيل , فاسـتقبليني
واكتبي في نهاية السطر عُــدْنا
Post A Comment: