القصيــــــــــــــــدة | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
رقصت حروف الضوء فوق الأسطرِ
وقميصها الشفّاف أغرى أبحري
وأنا بماء قصيدتي متعمّدٌ
والحبر يسفحني كروضٍ مزهرِ
ألقٌ تسير على هواه غوايتي
جسرٌ أنا , يا ربّة الحُسْن اعبري
رفّي على نور الهدى كفراشةٍ
تهوى احتراقاً في بريق تهوّري
أيقظتِ تاريخاً غفا متجاهلاً
ما قد نزفتُ على ضفاف الأعصرِ
أنا رقصةٌ غجريّةٌ مجنونةٌ
لا تعرف الإيقاع , فوق تصوّرِ
حطّمتُ أقفاصي , وطرتُ كباشقٍ
وسكبتُ في نزق المرايا مرمري
وشربتُ ماء البحر حتى ترتوي
هذي القوافي , هل أغصّ بأنهرِ؟
كلّ العصافير التي أطلقتُها
عادت نجوماً , كي ترصّع دفتري
وغمستُ في حبر الجنون أصابعي
فغدت كراقصة تميس بمنبري
أطلقتُ شيطاني يعيث ضلالةً
فإذا أتى نهداً يعود كجوهرِ
وإذا لمستُ بأحرفي صخراً غدا
معشوشباً , متكلّلاً بالأخضرِ
ما بين أطيار القصيد , وغابتي
لغزٌ , وأسرارٌ , فلا تتحيّرِ
هي فلسفات الضوء في آفاقه
تتغيّر الدّنيا , ولم تتغيّرِ
وهي اندماج اللون في خلجاته
لولا يفيق على عناقٍ مبهرِ
جدليّةٌ بين الجِنان وحورها
والجنّ ، والشُعَرا بوادي عبقرِ
عذراءُ تأتي دون وعدٍ , كالهوى
تلد اللآلئ , والجمالَ ببيدري
سمراءُ , والبنّ النقي بثغرها
وأنا أذوب بصدرها كالبربريْ
وإذا صحوتُ , أرى بقربي طفلةً
ضوئيّةً , فأعود كالطفل البريْ
Post A Comment: