من عساه يكون! | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور 


من عساه يكون! | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور


 من عساه يكون! 

حبببي، عذابي، حلمي، كابوسي، روحي وسالب قلبي...

في كل الوجوه أراك، في وجوه المارة العابرين، في وجوه المعجبين والمتعجبين، في حنان أمي وقسوة الزمان، في حرص المُحِب وغدر الأيام، كأنني لا أرى إلّاك أو أنني أرى الجميع بمرآتِك... أأشباهُك الأربعين تلك أم أشباحُك! أم أنني امتلأتُ بالحب إليك فبدأ بالفيض إلى من حولي!؟ أم أنني رغم أنني ألتقيك كل يوم لا أكتفي من مبسمَك وعذب كلامِك، وهمساتِكَ... ألتقيك وليس أيُّ لقاء في المنام والأحلام والأوهام والرؤى وفي كل الأيام... 

أهواكَ، وأنتظركَ كل دقيقة، رغم مرافقتك لي في جميع أوقاتي، أهذا هو العِشق أم التّتيم بروحك، كيف لنصفي الروحي أن يرافق دربي... وهو في الوقت ذاته لا يفارقني، رفيق روحي ومعذبها، من أشعر بفرحه وحزنه من بعيد، من يُخاطرني ويُخاطبني وكل منا في بلدٍ بعيد عن الآخر، من يُمارس سحره وسطوته على قلبي بنظرة من عيناه الساحرتان... أتساءل من الذي كان فريسة الآخر ومن كان الجاني والضحية، فقلبي لا منازع له دائمًا ما يكن الضحية، أمّا عقلي من يسيطر على الساحة ومن يُدير النظر ويُلقي الأوامر لا شك بأنه هو الجاني، أمّا الفريسة فكنتُ أنا بمجموع أعضائي وحواسي، أمام عيناه... عيناه الذي يتلعثم قلمي عند وصفهما فلا لون يُكتفى به للمماثلة به ولا خليط ألوان، عيناه التي وإن وُجِد من يصفها ويكتبُ فيها الشعر والنسر غزلًا ومدحًا فلن يصل لتأثير نظرتها داخل عيناي... 

أيسألني عن بريق عيناي، وعن سبب ذاك البريق عند النظر إليه، ويعبّر عن إعجابه بها، فهو استطاع التعبير بكل شفافية، فيسعدني إخباره بأن بريق عيناي ما له تفسير سوى أنني قد وقعتُ بعشق ما أرى أمامي، بأنني أحببتُ ما أسمع بأذني، وبأنّ من أحادثه قد مكث قلبي.. وبأنّه استطاع التعبير عمّا يراه وعن حاجته لوجودي بقربه أمّا أنا فخانتني لغتي وكلماتي وكذلك خذلني لساني الذي لا يتعب ولا يكلّ ولا يملّ، فلم يسعفني لأوصف ما أشعر به! ولكن بمجمل ما يحدث فأنا بلغت ذروة سعادتي...




Share To: