لا تهربي | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
لا تهربي من عاشقٍ مفتــــــــونِ
يا من رآكِ القلب قبل عيوني
محفورةٌ كلّ المـــلامح في دمي
أنّى ارتحـلتِ بقيتِ في تكويني
كلّ الدروب إليَّ , لا تتحيّري
فأنا سبكتكِ حـــلوتي من طيني
وغرستُ فيكِ العشق , مثل جنائنٍ
مملوءةٍ بالزهـــــر , والنســــــرينِ
فجّرتُ فيكِ عيون حبٍّ , لم تزل
تجـــــري كطوفانٍ , إذا ذكروني
صحـراؤكِ الكانت تعــــــجّ برملها
أضحت بســــاتيناً من الزيتــــونِ
وبصدركِ الأمّيّ كوّرتُ الجــــــوى
نهدين من عسلٍ , وفيض فتــونِ
أشعلتُ بينهما الحرائقَ عندمــــــا
عزفتْ على الصدر الجهول لحوني
وتنفّسا ظبيين من شبق الهـــوى
قد طال أسْرهما بقيـــــــد كمينِ
فبـــأيّ آلائي كفــــرتِ جميلتي ؟
أتـلاعبين بقسوةٍ ســــــــــتّيني ؟
للحبّ مملكةٌ , أنـــــــــــا شيّدتُها
فدخلتِها مبهـــورةً بحصــــــوني
أمّيّـــةً قــــــد كنتِ , لم تتعلّمي
قصص الهوى , وحكاية المجنونِ
وغدوتِ أنثى بعد عمـــــرٍ قاحلٍ
تتمتّعين بخبـــــرةٍ , وفنــــــــونِ
علّمتُ قلبكِ ســــــــرَّ كلّ رمايــةٍ
وأتيتِ بعد العــــــلم كي ترميني
ما زلتُ أصبغ بالجنون قصــائدي
أنسيتِ يوماً كم عشقتِ جنـوني ؟
أنسيتِ صوتاً كان يصدح بالهوى؟
كم قلتِ : هذا الصوت كم يغـريني؟
خذني لصــدركَ أسترحْ من كبوَتي
بل ضمّني , لأنام دون شـــجونِ
إنْ كنتِ تنوين الرحيــل فحاذري
أدمنتِني , وغــدوتُ كالأفيـــــونِ
للمــــرّة العشــــــرين لا تتهرّبي
فخيـــــوط قلبكِ لم تزل بيميني
Post A Comment: