اختلاس لحظات السعادة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


اختلاس لحظات السعادة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


السلام عليكم ،

اختلاس لحظات السعادة : 

يتلخص مفهوم السعادة في الرضا بالحال ، القُرب من الله ، فأنت آمنٌ في الحضرة الإلهية ، تتوسل وتتضرع لله طالباً عفوه ورضاه وكرمه ، التَقبُّل لظروف الحياة مهما اشتدت وقَسَتْ عليك في بعض الأحيان ، القدرة على تجاوز لحظات الألم بل والاستفادة منها بشتى الطرق الممكنة ، إدراك أن الحياة هي مزيج من السعادة والحزن وعلينا عيش كل المشاعر دون اختزال إحداها ، فالسعادة لحظة شأنها شأن أي لحظة تمر بك قد تنعم بها وقد تتركها تمضي دون أنْ تشعر بها البتة إنْ لم تفكر في كيفية صُنعها من العدم والتشبث بها وقتما تأتيك فهي لحظات لا تتكرر كثيراً في خِضَم تلك الأحداث والضغوط التي يمر بها الجميع فعليهم استغلال كل لحظة فرح فهي بمثابة طيف خفيف يُلطِّف الأجواء ويُهدئ من روعة المرء ويَحِد من مخاوفه التي لا تنتهي ولا يمكن حصرها فهي تتجدد بين الفينة والأخرى ومن مرحلة لأخرى كلما كبر في العمر ، لذا فالسعادة قرار فهي غير مقترنة ببقاء أشخاص أو امتلاك أشياء إنما هي نابعة من أعماق المرء مهما كانت الظروف المحيطة كاحلة لا تُبشِّر بقدوم المسرات فهو على يقين بتَبدُّلها ذات يوم وهذا هو سر سعادته وهدوئه الذي يحسده عليه الكثيرون وقد يتهموه بتبلد المشاعر ولكنه يرى نفسه مرناً راضياً بكل شئون حياته بلا تبطر أو سأم أو اعتراض أو ضجر فهو لن يضيف شيئاً بل سيُزيد الأمور سوءاً وتعقيداً فلا داعي له على الإطلاق وهذا هو المبدأ الذي يتبعه ويسير عليه وهو أساس استقرار حياته أيضاً ...




Share To: