اقرأ | بقلم الكاتب الصحافي المصري علاء عبد الستار 


اقرأ | بقلم الكاتب الصحافي المصري علاء عبد الستار



أقرأ هى أول كلمات الوحى على سيدنا محمد صل الله عليه و سلم،  اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، ألقاها عليه جبريل،و المتواتر المعروف أن جبريل كان يلقى بآيات القرآن فيحفظها النبى بأمر الله، و التكليف للنبي بالرسالة لا يجعله كمثله من البشر فى مسألة الحفظ، و فى موضع من القرآن،

لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، أى لا تجعل فى ترديده خلف جبريل فقد تعهد الله بحفظه فى قلبك، و فى موضع آخر، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا،و إن أختلفت التفاسير فى معرفة معنى الآية إلا أن المعلوم أن النبى كان يصاب بالتعرق و التعب عند نزول الوحى بالقرآن، فلم يكن حفظ آيات القرآن بالترديد هو المعنى أنما تلقى القرآن بوعاء القلب و لا يعجز الله الذى أنزل الكلمات أن يعى القلب المقصود بهذه الكلمات من المولى عز وجل، أرى أن المغالاة فى تفسير قصة الوحى و طريقة أخذ القرآن من اللوح المحفوظ و القول بأن القرآن نزل مكتوب قد اسرفت فى التفاسير فى فهم ما هو صعب على الإستيعاب، و إذا بحثت عن كلمة أقرأ فى المعاجم اللغوية ستجد لها أكثر من معنى القراءة فمنها 

القراءة و التبليغ و التقريب و التنسك و التعلم ، و الهبوب للرياح، و أقرأت المرأة أى حاضت، و الأقرأ أى الأفضل، و قرأ علامات الغضب أى لاحظها على الوجه، و قرأ عليه السلام أى أبلغه السلام، أستقرأ الأمر أى تفحصه، 

و أن رد النبى ما أنا بقارئ، لم يكن المقصود منه إعلانه أنه أمى أى لا يقرأ، أنما عما يريده جبريل أن يتلوه عليه، و الله أعلم 

فهو لم يعطيه صحيفة يطلب قراءتها كى كما تقول بعض التفاسير بظاهرمعنى (أقرأ من القراءة ) ليعلن أنه أمى لا يجيد القراءة 

فالله أعلم من البشر بذلك 

و فى رأيى رغم قيمة ما كتبه أحمد نصر أبو زيد فى مسألة التأويل فقد أصرف فى هذه الجزئية تحديدا لأن مسألة الوحى و التفريق بين من هو إلهى يخص الله عز وجل و هو إنسانى يخص الرسول صل الله عليه و سلم يصعب الفصل فيه، لأننا بشر، و أن كان ذلك لا يعنى تكفيره أو حيوده عن الإسلام أنما رأيه الذى تكلم به و إجتهد و فى مواضع التأويل و المعنى كان رائعا بعيدا عن هذه الجزئية تحديدا،

لقد أخذ منى هذا الموضوع شوط كبير من القراءة و التفكر و أردت أن أكتب ما أقتنعت به بعد بحث طويل،

و الله أعلى و أعلم.


Share To: