العتمة | بقلم الكاتبة المصرية مهندسة. أميرة محمد
كنت قديما أرهب الظلام و الأشباح و لا أفضل تماما وجودي بالعتمة.
و رغم خوفي من الظلام قديما، مرت بي الأيام وأصبحت لا أفضل إلا هي .
تغيرنا كثيرا عن الطفل الذي تركناه في النور ليكبر و يخرج منه إنسان إكتشف أن الظلام ليس كل مخاوفه بل على العكس لعل الظلام في بعض الأوقات يخفي ملامح الحزن التي خطت علي وجوهنا و تجاعيد العمر الذي مر بسرعه البرق .
كنا أطفال حلمنا أن نكبر ولم يخبرنا أحد بأن الحياة ليست كما كنا نتوقعها .
كبرنا و تركنا طفل عنده أمل و نور و تطلع إلي المستقبل، لنستقبل طفل جديد بداخلنا ولكن لا أحد يراه ولا يهتم به.
حتي نحن أهملنا هذا الطفل الخائف بداخلنا لنظهر أمام الجميع بمظهر القوة و قدرتنا علي تحدي الحياة و خيباتها،
في حين أن هذا غير واقعي لأن من سبقونا لم يستطيعوا أن يكونوا أقوياء أيضا بل تظاهروا بذلك فقط.
فجميعنا بداخلنا طفل مازال يرتجف من الخوف ليس من الظلام كما كان و لكن يخاف الحياة.
فأخرج الطفل الذي بداخلك و أربت علي كتفه و أحتضنه كثيرا لأنك لو لم تفعل ذلك لا أحد سيفعل ،
فأنت الآن أمام الجميع إنسان ناضج لا تخاف شيئا أو تتظاهر بذلك علي الاغلب.
طمأن الطفل الذي بداخلك و قل له لن أتركك اكثر من ذلك في هذا الخوف و سنقف معا لمواجهة الحياة ولكن ونحن لا نريد أحد فأنت وأنا كافيين لبعضنا البعض و أعدك أني لا أضيعك أبدا أو أدعك تهيم في متاهات الحياة.
Post A Comment: