حوار صحفي مع الشاعرة سوسن إبراهيم


حوار صحفي مع الشاعرة سوسن إبراهيم


حاورها أحمد داود 

س ١ 

من هي الشّاعرة سوسن إبراهيم ؟

_ اسمي سوسن يونس إبراهيم من جبال الدّالية الّتي تشعّ جمالًا وألقًا وإبداعًا ولقد نشأتُ وترعرعت في بيئةٍ تشبهني بمحبّة الآخرين ودعمهم وكان لوالدتي الأثر الكبير في طريقة تفكيري وأمّا الذي دعمني كلّ الدّعم منذ الصّغر في نشر قصائدي في مجلّة الحياة الّلبنانيّة فقد كان والدي فكانت أجمل شهادةٍ من الصّحافة العربيّة عندما عُيّنت مسؤولة القسم الثّقافيّ من قبل مدير تحريرها الأستاذ سليمان إبراهيم القطريب

س٢

الشَّعر لغة الطّبيعة والحياة بها نحاكي كلّ الطّقوس المحيطة بنا بإيجابيّاتها وسلبيّاتها 

فكيف تراه الشّاعرة الأديبة سوسن؟

_إنّي أرى في الشِّعر فسحةً سماويّةً في زمن الوجع والألم والحزن وإيجابيّاته كثيرةٌ وما هو سلبيٌّ أبتعد عنه وأنأى ولا أقف عنده  كما أنّني أحاول تجنّب النّقد إذا لم يُطلب رأيي  تفاديًا للحساسيّات في هذا السّياق.

س٣ 

كما علمتُ فإنّك مدرّسةٌ لّلغة العربيّة

فكيف تتعاملين مع طلّابك 

وأيَّ رسالةٍ تريدينها أن تصل  إليهم

_ أحبّ طلابي كثيرًا وأعاملهم بمحبّةٍ واحترامٍ كبيرين لهذا ففي عيد المعلّم يصلني حقّي من التّكريم من قبَلهم بأجمل العبارات 

وأنت تعلم أنّ مهنة التّعليم مهنةٌ تربويّةٌ إنسانيّةٌ تثقيفيّةٌ لذلك تراني آخذ معهم دور الأمّ والمرشدة والمعلّمة كما أنّني أخصّص مكافأةً لّلذي يتميّز منهم وأدعم نفسيًّا وتعليميًّا كلّ من لا يحبّ الّلغة ويستصعبها حتّى يقع في عشقها وتزول صعابها أمامه.

س٤

مانوع الشِّعر الّذي يجذبك أكثر ويأخذ منك جلَّ اهتماماتك وأيّ نوعٍ من أنواع  الشِّعر تكتبين؟

_ يجذبني من الشِّعر ما يحويه  من قصّةٍ أو عبرةٍ أو حكمةٍ وأحبّ ما كان منه جميلًا عذبًا رقراقًا متأمّلةً في معانيه وواقفةً عند مراميه  وغائصةً في مفرداته فأتلذّذ بقراءة السّيّاب متألّمةً متوجّعةً كما لو كنت أنا من كتب قصائده  وأنادم الجواهريّ وأطرب لبدوي الجبل كأنّني أنا من قلت ما قالاه من شِعرهما الجزل الفخيم وهنا أستطيع القول : 

إنّ الشِّعر أنا وهو دنياي الأحبّ الأشهى بجميع أشكاله ومختلف أنواعه.

س٥

هل لديك دواوين ؟ ومتى تمّ إصدارها؟ وما هي عناوينها؟

_ نعم لديّ من الدّواوين الآن واحدٌ فقد  تمّ إصدار مجموعتي الشِّعريّة الأولى في عام 2022 من خلال دار دال للثّقافة والنّشر بموافقة اتّحاد الكتّاب  العرب في سوريّة على أمل إصدار دواوين أخرى في المستقبل.

س٦

ما رأيك بالملتقيات الأدبيّة ؟وهل هي قادرةٌ على إيصال رسالتها كما هو مطلوبٌ منها؟

_ إنّ الملتقيات الأدبيّة هذه قد اشتركت بالعديد منها وهي مثلما أراها صلة وصلٍ لا يستهان بها مع المستمع المتلقّي وما هو جيّدٌ أصيلٌ أتابعه بكثيرٍ من الاهتمام والشّغف  ومايعجبني منها فإنّي أستمرّ فيها متابعةً نشاطاتها وأعمالها  وفي اللّاذقيّة يعجبني منها كلّ الملتقيات الّتي شاركت بها من ملتقى عشتار الثّقافيّ إلى ملتقى الشّراع إلى ملتقى بكسا الأدبيّ وملتقى جبلة الثّقافيّ وملتقى الشّام الثّقافيّ وغيرها  وإنّي أحبّ المشاركة في كلّ الملتقيات السّوريّة الرّاقية الّتي تهدف لجعل الكلمة سلاحًا فعّالًا في وجه الجهل والتّخلّف وصولًا إلى ما يؤمل من  التّطوير والتّحديث وإرسال زخّات الأمل غزيرةً متدفّقةً.

س٧

ما هو دورالمراكز الثّقافيّة حيال الشِّعر والشّعراء؟ وهل هناك فرقٌ بين منابر الملتقيات وبين منابر المراكز الثّقافيّة؟

_ لا ريب في أنّ المراكز الثّقافيّة تظلّ منارةً مشعّةً  للشّاعر والمتلقّي معًا ولكلّ من يبحث عن الجمال جاعلًا إيّاه هدفًا أساسيًّا له 

ولست أجد فرقًا كبيرًا بين الملتقيات والمراكز الثّقافيّة سوى أنّ المراكز الثّقافيّة تحاكي الكلّ وتخاطبهم بينما الملتقيات الثّقافيّة محورها وهدفها بعض الأفراد والأفراد هم الكلّ إن  اجتمعوا معًا وتلاقوا فيما بينهم .

س٨

من هو الشّاعر الحقيقيّ برأيك؟

_ إنّ الشّاعر الحقيقيّ في نظري  هو ذلك الّذي يلتزم قضيّةً كبيرةً ما مدافعًا عنه بكلّ ما أوتيه من قوّةٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ محترصًا على أن يكون مثالًا يحتذى به  في الدّفاع عن نقاء الوجود وسلامه وفوزه وهو ما أراه عند  الكثيرين من الشّعراء المجتهدين الباحثين عن الجمال والآخذين قرّاءهم نحو مرافئ الأمل والتّحدّي.

س٩

منذ متى بدأت خيوط النّور الأدبيّة تطلق بريقها

_ دائمًا وأبدًا ثمّة نورٌ يأتينا منبثقًا مغيّرًا حياتنا نحو الأفضل والأرقى 

فعندما كنت أنشر في جريدة الأخبار الّتي ما زلت أفخر بها حتّى الآن وبمدير الصّفحة الثّقافيّة فيها حينما شجّعني قائلًا لي :  لا أحد يمكنه أن يكتب هذه العبارة المتميّزة إلّا سوسن إبراهيم /صلاتهم كالزّجاج /و/يقصف الشّوق والحنين/

فاكتبي لا تتوقّفي تابعي.

كنت حينها أمشي صوب الشّمس والنّور يشعّ من جنبات  قلبي 

رحمك الله أستاذي عبد الرزاق داغر الرشيد الّذي له عليّ فضلٌ لا يُنسى وأثرٌ طيّبٌ كبير لا يمحوه تعاقب الأعوام.

س١٠

مَن من الشّعراء استوقفك شِعره أكثر وكان بمثابة القدوة لك؟

_ كثيرون لكنّ أهمّهم عندي هو  القس جوزيف إيليا لأنّه يخاطب الوطن الّذي لم ينسه على الرّغم من ابتعاده عنه مضطّرًا بروحٍ ملأى بالشّوق والحنين والحبّ وقصائده أكثر من أن تحصى في هذا المضمار لعلّ أوجعها قصيدته أنا الغريب الّتي يختمها بقوله :  


أنا الغريبُ وموتي ها هنا وجعي 

ربّاهُ  إنّي أريدُ الموتَ في وطني


وختامًا دعني من عمق القلب أقدّم لك جزيل امتناني وتقديري وأكثر من تحيّةٍ يا أستاذ أحمد داوود على حوارك الجميل هذا متمنيّةً أن أكون قد أجبت بما ينفع ولم أثقل على أحدٍ .



Share To: