غريب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 

غريب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

السلام عليكم، 

غريب : 

أرتحل بين جميع الأوطان ، لا أجد ذاتي سوى في ذاك المكان الذي اعتدته حيث أشعر فيه بهدوء وسلام داخلي لا يُقارَن بأي شعور آخر ولا يضاهيه في الوصف أيضاً ، أحاول البحث عن السعادة فلا أعثر عليها بين الطرقات بسهولة إذْ تحتاج لبعض الجهد والصبر ، أتعثر ثم أنهض محاولاً التنقيب عن أمر ما لا أعلم ماهيته ولكني على يقين أنني سوف أحظى به ذات يوم ، لا أدري كيف يمكن التغلب على تلك المشاعر المقيتة التي تجتاحني أثناء السير في رحلة الحياة ، في ذاك الطريق الطويل الوعر الذي لا أعرف آخره وما ينتظرني هناك ولكني أستمر في المسير ، أطرق الأبواب واحدةً تلو الأخرى ، أنادي في الأبواق علَّ أحداً يسمعني ، يشهد أنيني ، يشعر باحتياجي لمَنْ ينتشلني من هذا الضياع الذي تورطت فيه رغماً عني بفعل بعض الظروف الخارجة عن إرادتي ولكني لا أجد أمرئ البتة يفهم مبتغاي ، يُدرِك مقصدي فأُحبِّذ الوحدة لحين الوصول لهذا الشخص المُميَّز ذات يوم ، أركض بين الأروقة الضيقة بحثاً عن شخص تاه مني في الماضي ولا أجد منه سوى بقايا ، فُتات ، لا تصلح لتلك الحياة الجديدة التي يجب الخوض فيها بكل جَرأة وإقدام ، لا أعلم ماذا عساي أنْ أفعل كي أتمكن من مواكبة هذا العصر العجيب المختلف بعض الشيء عمَّا اعتدت دوماً في حياتي السالفة؟ ، لا أرغب في التَغيُّر أو اتباع نهج لا يناسبني أو يتوافق مع طبيعة شخصيتي التي تختلف نوعاً ما عن هذا الجيل الناشيء غريب الأطوار الذي لا أعلم حتى تلك اللحظة إلام يسعى وفيمَ يفكر وما غرضه من عيش تلك الحياة ولن أصل لجواب يُرضيني ولو عشت فوق عمري عمرين فأكتفي بالمشاهدة فحَسب وسط الذهول والغربة التي صرت أشعر بها في هذا العالم الحديث الذي لا أفهمه على الإطلاق أو أرغبه البتة ...