العيدية سنة حسنة | بقلم أ. د روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


العيدية سنة حسنة | بقلم أ. د روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


أمرنا رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم بقبول هدية الله تعالى لنا قصرا  في رُباعية   السفر ؛ تخفيفا ورحمة ورأفه ، وأهدى معلم الناس الخير لأصحابه  وأُُهدي إليه  ، وأرشدنا إلى أن الهدية في شريعتنا الغراء مندوب إليها  ، ومرغب فيها أخذا وإعطاءً مالم تنطوي على مفسدة  ؛ وذلك لما يترتب عليها من آثار طيبة كتأليف القلوب ، وإزالة وحر الصدور  ، وإذا كان أثر الهدية  يظهر جليا في المناسبات السعيدة التي قد تعتري الإنسان في حياته  على المستوى الفردي ، فما بالنا بمناسبة تجمع قلوب المسلمين جميعا على شعور واحد مشترك مرتين كل عام ، وهي الغبطة والفرحة بعيد فطر  بعد  صيام شهر رمضان الكريم إيماناً واحتسابا لوجه الله الكريم ، أوعيد أضحى في ظل تلبية القلوب والألسنة ، والرحمات المتواترة ، والمغفرة المتحققة بعرفات الله، وإذا كان خير القرون ارتضوا ماتعارف عليه المسلمون من عادات حسنة أنه عند الله حسن ، فقد تعارف المسلمون منذ عصور طويلة بعادة مصاحبة للعيد ، وهي سنة حسنة في مقصدها ووسيلتها وأثرها ،  يهتم بها الصغير قبل الكبير ، لأنها وسيلة من وسائل إدخال الفرح والسرور على أطفال المسلمين خاصة في هذه المناسبة ، وهذه العادة مشتقة من اسم العيد ألا وهي العيدية ، وهي بعض النقود التي تُعطى للأطفال خاصة في هذا اليوم، بل نجدهم يسألوا عنها قبل العيد ، مقدارها ، وماذا يفعلوا بها ، ؛ تذكيرا لنا بعادتنا الطيبة المصاحبة لشعائرنا الإسلامية والراسخة في القلوب والعقول ، وليست قاصرة على الأطفال فقط ، بل تعدتهم إلى غيرهم رغبة في إدراك أثرها الطيب  ، فقد يعطيها الزوج لزوجته مودة ورحمة وحسن معاشرة ، وقد يعطيها الأولاد للأباء والأمهات رفقا ورحمة وخفض الجناح لهما ، وقد يعطيها الأخ لأخته والعكس توطيدا لصلة الأرحام ، وكذلك للعمات والخالات ، وقد تُعطى لأطفال الجيران وللخادم والخادمة ؛ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصدق رسولنا الأكرم صل الله عليه وسلك : " وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ : الطبراني بإسناد صحيح .

 كل عام ونحن جميعا بخير وإلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم .




Share To: