حكم اختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
العبادات وأعلاها الصلاة توقيفية يجب فيها الاتباع فنصلي كما علمنا معلم الناس الخير الصلاة من بداية الطهارة لها ومراعاة شروط صحتها كستر العورة واستقبال القبلة ودخول الوقت ، مرورا بهيئتها واصطفاف الصفوف إلى كيفية آدائها ، وقد علمنا صلى الله عليه وسلم كيفية اصطفاف الصفوف في الصلوات الجامعه وبين لنا بسنته الفعلية أن صفوف الرجال أولا ثم يليهم الصبيان ثم يليهم النساء ، ( بإستثناء المسجد الحرام)، إذن صفوف النساء مؤخرة عن صفوف الرجال ؛ حفظا وحماية وصيانة للنظر والقلب والفرج ، فقد روى الشيخان عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته، فأكل منه ثم قال: قوموا، فأصلي لكم ، قال أنس بن مالك: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف.
أما مايحدث من اختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد في بعض الأماكن المخصصة لصلاة العيدين ، فهو ممنوع شرعا ؛ لمخالفته للمنصوص عليه من النبي صل الله عليه وسلم والصلاة في هذه الحالة باطلة عند السادة الحنفية ومكروهة عند الثلاثة ؛ لأن هذا الاختلاط في الصفوف وما يكتنفه من مخالفات شرعية لا يتحقق معه الخشوع والخضوع المطلوب في الصلاة فضلا عن مخالفته للنص ، ثم كيف لنا أن نتحرى الإتيان بسنة وعلى غير وجهها الصحيح ، وتضيع بجوارها فرائض ؟! وصدقت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما قالت : " لو رأي رسول الله صل الله عليه وسلم ماأحدثته النساء اليوم لمنعهن المسجد " أخرجه مسلم، لن يكون حرص المرأة اليوم على الخروج للصلاة مثل حرصها عليها في عهد المصطفى صل الله عليه وسلم ورغبتها في تحصيل الخير بالصلاة معه في مسجده ، ومع ذلك أرشدها إلى أن صلاتها في بيتها أعظم أجرا من صلاتها في المسجد ، وهنا يظهر أحد وجوه الحكمة من عدم وجوب صلاة الجماعة على النساء ؛ منعا لمزاحمة الرجال ووقوع المخالفات الشرعية والتي يترتب على بعضها بطلان الصلاة كما هو الشأن في اختلاط النساء بالرجال في الصفوف ، ولا نتعلل بأن النبي صل الله عليه وسلم أمر النساء بالخروج لصلاة العيد حتى الحائض ، فقد أرشدنا في نفس الوقت بأنه إذا أمرنا بأمر نأتي منه مااستطعنا . أخرجه مسلم، أي ماأمكننا تطبيقه دون مشقة أو حرج أو تلبسه بمخالفات شرعيه .
يمكن حل هذه المشكلة بأكثر من وسيلة :
1- التوعية المجتمعية بكيفية الاصطفاف في صلاة العيد عن طريق المساجد ووسائل الإعلام
2 - أن يراعي المصلون من أنفسهم تقديم صفوف الرجال على صفوف النساء مع التزام النساء والرجال بالضوابط الشرعية .
3- تخصيص ساحات لصلاة النساء في كل منطقة وخاصة في المدن الكبيرة والتي لا يسعهن فيها مصلى النساء .
4- أن تجلس المرأة في بيتها عند توقع التدافع والزحام والتلامس في الصلاة واختلاط الحابل بالنابل ، وهي مأجورة بإذن الله تعالى .
والله تعالى أعلى وأعلم .
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات. اللهم آمين يارب العالمين أجمعين.
Post A Comment: