قصة (بنت الزبال) | بقلم الكاتب الصحافي المصري شعبان ثابت


قصة (بنت الزبال) | بقلم الكاتب الصحافي المصري شعبان ثابت

 


أصدقائي وقرائي الأعزاء قصة اليوم قد تكون متكررة في أكثر من مكان أو زمان لكن وجب التذكير بأن كلمة قد تكون سببا في شقاء إنسان أو سعادته إن إستسلمت للواقع والضغوط تكن سبباً في تعاستك وإن قررت أن تأخذ الكلمة كحافز لتغيير الواقع ستكون سبب سعادتك. 


القصة مأخوذة عن أستاذة طب الأعصاب بجامعة حلب في سوريا الشقيقة الدكتورة ( رولا الأبيض) تقول كان إسمي في الشارع والمدرسة وفي منطقة ( نبعة) بإحدى حواري سوريا (بنت الزبال) ونسي الجميع إسمي والسبب أن والدي كان يعمل في البلدية جامع قمامة ( زبال) لذلك كان يُطلٓق عليا بنت الزبال؟ 


وتكمل قصتها تقول كنا أسرة بسيطة تتكون من ثلاثة صبيان وبنتان وأنا أكبرهم ونعيش مثل أي أسرة بسيطة نأكل ونشرب ولا نأكل من ( بالزبالة) كما كان يعتقد الناس؟! 


وفي المدرسة كانت البنات تُطلق عليا بنت الزبال وكُن يخجلن الجلوس معي معتقدين أنني لا أستحم وريحتي زبالة وفي يوم من الأيام سألتني المعلمة ماهو حلمك عندما تكبري فأجابت طالبة بجواري حلمها (تلم زبالة) وضحكت كل البنات عليا ولكني بكيت بحرقة. 


ضمتني معلمتي لصدرها وهمست في أذني لاتغضبي ولاتخجلي من عمل والدك فأنا شخصياً والدي كان يعمل حارس عمارة ( بواب) ويغسل سلم العمارة ويجمع الثياب القديمة وكنا نلبسها ونفرح بها كُوني قوية فقررت أن أكون قوية ولا أدع أحد يضحك عليا مرة أخرى؟ 


مرت السنوات وتفوقت في الثانوية العامة ودخلت كلية( الطب) بعدها تغير الوضع وأصبح الجميع ينادوني الدكتورة راحت الدكتورة جات وأنا في منتهى السعاده ومرت سنوات  الجامعة بسرعة وتخرجت وتشاء الأقدار أن يحتاجني كل من سخروا مني وضحكوا عليا ويعلم الله لم أقصر مع أحد منهم؟! 


وكبر والدي ولم نعد في حاجة لعمله وإنتقلنا لمنزل آخر تٓجٓمعنا فيه كأسرة واحدة إخوتي الذكور إثنين مهندسين والثالث يدرس في كلية طب الأسنان وأختي في كلية الصيدلة. 


تزوجت وأصبحت أم لولدين وإخوتي منهم المتزوج والخاطب وتغيرت حياتنا تغير كلي ولكن لم ننسى يوما أننا كنا ( أولاد الزبال) تلك الكلمة التي كانت تذبح والدي قبل أن تذبحنا ولكننا لم ننسى فضله ولم نخجل يوما من عمله الذي تعلمنا منه بالحلال الطيب. 


لاتُلقوا بالكلمات والألقاب هكذا على بعض البشر ربما كلمة قتلت وربما كلمة أحيت إجعلوا كلماتكم مِعوٓل بناء لا مِعوٓل هدم! 


وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه.



Share To: