أحزانٌ وَليلٌ | قصيدة بقلم الأديبة الفلسطينية نهــى عمــر


أحزانٌ وَليلٌ | قصيدة بقلم الأديبة الفلسطينية نهــى عمــر



عُيونُكَ تِلكَ تَكْتَحِلُ الحِدادا

وَقد أَدْمَتْ مَواجِعُها الفُؤادا


يَنامُ السُهدُ في الأجفانِ ناراً

وَيَشتَعِلُ الرُقادُ بها سَوادا


تَرَقَّبُ والحَنينُ يَجولُ يَخشَى ..

مُفاجأةً تُحيلُهُمُ رَمادا


لِماذا غِبتَ يا وَهَجاً لِداري..؟

فأقمارُ السَعادَةِ لا تُنادَى


وعُشّاقُ البِلادِ غَدوا طُيوفاً

تَراءَوا أَنجُماً حَفِظَت وِدادا


سَحابُ سمائنا الزرقاءِ يسعى

بَياضاً رائقاً أَلِقاً جَوادا


يَفُضُّ شِباكَ أحزانٍ ولَيلٍ

وينكثُ فتنَةً سَجَنَتْ عِبادا


متى الأمواجُ تَلهو في سُرورٍ ..؟

أَيا بحرَ الحياةِ بنا تَهادَى


أَلا رِفقاً بِأحلامٍ بَكارَى

فَكمْ تَحتاجُ حُبّاً واتِّئادا


أَيا صَحبي وقَومي كيفَ هِنتُم ..؟

دُروبُ الوَعْيِ  تحتَضِنُ العتادا


يَموتُ الغِلُّ مِن حُبٍّ تَسامَى

وَتَمتَليءُ النُفوسُ هَوىً وَزادا


وَيَعظُمُ بالتَآخي شَأنُ قَومٍ

يُضاهي بَأسُهُم عِلماً .. عِمادا


بِعلمٍ ترتَقي أُمَمٌ لِخَيرٍ

يَصيروا أَنجُماً  مَطَراً  زِنادا


تُقَلِّبُنا الطَبيعةُ ذاتَ عَصفٍ

تُبيدُ مَدائِناً بَحراً جَوادا


تَثورُ الأرضُ مِن هَولِ الرَزايا

وتَثأَرُ باطِناً قلباً مِهادا


سَتُشرِقُ شمسُ أبرارٍ تُنَقّي

يسودُ النورُ تُربَكَ والوِهادا.




Share To: