تساؤلات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
السلام عليكم ،
تساؤلات :
تدور بخُلدي المزيد من التساؤلات التي دوماً ما أُجيب عنها بصوت عالٍ وعادةً ما تُبهرني الأجوبة وأندهش لكونها تمثلني وتعبر عني لتلك الدرجة ولكن هل ستظل تلك التساؤلات بإجاباتها تتردد داخلي فقط دون محاولة إظهارها للمحيطين ؟ ، هل سأظل أحارب في تلك المعركة القائمة داخلي وحدي بل هل سأظل وحدي لبقية حياتي ؟ ، كثيراً ما تُنغِّص تلك الأسئلة علىّ حياتي ولا أجد منها مفراً ولا أعلم ما الحل ولكن للكون مدبراً وسوف تقع بعض الأحداث التي تُجيب عن تلك التساؤلات وتُوقِّف تلك الحيرة التي تفتك بعقلي وقلبي على حد سواء وسوف أتخلص من هذا العناء في أقرب وقت ممكن وأنتصر في تلك الحرب الضروس التي تضرم بداخلي النيران من حين لآخر وكأنها تحرق ما تبقى من صمودي وجَلدي وأظل أعاني منها لفترة غير وجيزة بلا قدرة على تحجيمها أو القضاء عليها تماماً ، فلا ملجأ ولا مُجيب في تلك الحالات سوى دعاء خالص لله الواحد الأحد الذي ينتشلك بقدرته من ضيق تفكيرك وتخبطك وسوء تدبيرك لشئونك إلى رحاب أقداره الدقيقة الملائمة التي تشملك وتحميك ، فهو أعلم بما هو أنسب لك وسوف يسوقه إليك في وقته المناسب الذي لا يخطر لك ببال ، فاصبر على ما يُصيبك في بعض الأحيان من مِحن ونوازل وحاول الفرار منها بأي طريقة كانت حتى لا تسيطر عليك وتُلجِّمك وتُحجِّم قدرتك على ممارسة حياتك بشكل طبيعي وكأنها تسحبك للخلف بلا قدرة على الهروب أو التقدم ولو لخُطوة واحدة ، فلا تَدع أي تساؤل أو أمر يعتصر روحك لتلك الدرجة البغيضة التي تجعلك ماقتاً لكل حياتك غير راغب فيها على الإطلاق وكأنك تُفضِّل الموت في القريب العاجل على الاستمرار في تلك الحياة بفعل عدم قدرتك على الوصول لأمر ما يُقلقك ويشتت تركيزك ويجعلك ساخطاً غير قادر على رؤية كل النِعَم التي تحيط بك من كل صوب وحدب ، فهكذا هو الإنسان دوماً ما يبحث عمَّا ينقصه ولكن هذا قد يكون رغماً عنه فهو لا يقصد التبطر أو نكران النِعم على الإطلاق ، هو فقط يشعر بحاجته لأمر ما قد يُودي به لمزيد من الاستقرار والأمان التابع له ، فلا راحة في تلك الحياة ما دامت قد خَلَتْ من عنصر الأمان ، فلا تَلُمْ إنساناً على شيء ما دُمت لا تعلم المبرر الذي دفعه إليه أو إلى التفكير فيه بهذا الحد الفتاك الذي قد يُدمِّره إنْ لم يتحكم فيه بقدر الإمكان ، فلْتَعذُر غيرك وتُحسِن التصرف فيما يخصك وحدك فكل يحارب في معركة خاصة به قد لا يَوُد إعلام أحد بها ذات يوم ، فلتترك الآخرين ينعمون بحياتهم وينقبون عمَّا يحتاجون إليه في هدوء وسلام دون أنْ تنبش وراءهم وتعكر عليهم صفو حياتهم ، دَعك وشأنك حتى لا يتطفل عليك أحد ويتهمك بما لا تقصد ، فالأيام دُول وما تفعله بغيرك سوف يُرَد إليك يوماً ما بنفس القدر فتلك هي سنة الحياة لا تترك حق أحد يضيع هباءً فلا تستهن بها أبداً ...
Post A Comment: