حوريّـــــــــــــة | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو 


حوريّـــــــــــــة | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو



طيفٌ   يرافقني  في   كلّ   منعَرّجِ

كالصبح  إذْ  هلّ  بالأنداء  ,  والأرجِ


أهيم , والروح  قد   طارت  محلّقةً

سِحرٌ  ,  ويفتك  بالعشّاقِ ,  والمُهَجِ


فالثغر توتٌ , وقلبي  التوت  يعشقه

شهداً يقطّر  ,  والأنفاس  في   لَهَجِ


والقلب نادى بأعلى الصوت: فاتنتي

فتحتُ  بابي  ,  ألا  بالله    فلْتلِجي


رحماكِ  أشعلتِ  ناراً  بالفؤاد  ,  وما

إلّاكِ  يطفئ   ناراً  في  فؤاد  عجيْ


غدوتِ للعمر  شمساً أشرقت , وسناً

وإن   تغيبي  ,  فما   صبحٌ   بمنبلجِ


يغتالني  الشوق  ,  والآهات  تقتلني

فلا   تلومي  , إذا  بالغتُ   بالحججِ


أسرجتُ قلبي  إلى عينيكِ  من  ولهٍ

فاستقبليني عشيقاً  جاء  من  لُججِ


يا أنتِ أهواكِ, هل تدرين ما وجعي

كالناي   يصدح   لحناً  غير   مبتهجِ


ما  ذنب  صبٍّ  أراق  الحبُّ مهجته

من  غادةٍ خطرتْ ؟ أو  لاحظٍ  غَنِجِ


حوريّةٌ   غادرتْ    فردوس   خالقها

كي تبلوَ الخلقَ في الدّنيا , بلا حرجِ


ربّاه   لا  وقتَ   للإعجاز   ,  معذرةً

آمنتُ , لكنّ قلبي في الغرام  شجي


عبدٌ  فقيرٌ , وحُسْن  الغِيد   يفتنني

فارحمْ فقيراً , ولا تحرمْه من  فرجِ


 

Share To: