الجشع | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


الجشع | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


 السلام عليكم  ، 

الجشع : 

للبشر سمات عديدة ومن أبشع تلك السمات هي الطمع ، فالإنسان الجَشِع عادةً ما يبدأ ممارسة تلك العادة مبكراً حيث يغار من امتلاك غيره لأشياء قد يفتقدها أو تنقص لديه رغم حيازته لأشياء أخرى ، ثم تتدرج رويداً رويداً حتى تصل إلى الرغبة في امتلاك ما عند الغير ويصير الموضوع مَرَضِياً يسمى بالحسد وهو تمني زوال النعمة من عند الآخر وتتفاوت تلك السمة من شخص لآخر فهي غير مُقتَصرة على رغبة المرء في امتلاك المزيد من الأموال فحَسب فقد يتطلع البعض لحيازة القصور أو الفيلات أو الأملاك أو النفوذ والسُلْطَة وغيرها من ملذات الحياة الغير دائمة ، فهم لا ينظرون سوى للربح القريب فقط غير مدركين أنها مجرد مظاهر خدَّاعة زائلة يوماً ما ، صورة خارجية لا نعرف ما تضمر وراءها ، أيملك أصحابها ضمائر يقظة أم أنهم يسعون فقط لزيادة ما يملُكون ؟ ، أيحافظون عليها ؟ ، أَيُقدمون الصدقات المفروضة عليها أم أنهم مستمرون في إجحافهم وظلمهم وبطشهم للجميع ؟ ، فكل تلك الأمور المادية قد تجعل الجشع في ازدياد داخل النفس البشرية حتى يطغى عليها فيصبح المرء غير قادر على رؤية الآخرين ، فهو دوماً ما يسعى لتوسيع أملاكه والحصول على المزيد من الثروات حتى يزداد ثراؤه غير مكترث بما يدور حوله في المحيط أو ملتفت لأمور الفقراء المطحونين في تلك الطبقة الأقل ، وفي نظري أن تلك الفئة لن تتعظ أو تستفيق سوى بعد أنْ يفقد أنصارها أي مما يملُكون وقتها فقط سيشعرون بكم المعاناة التي يمر بها الآخرون ويلتفتون لهم ويرأفون بأحوالهم وسيتوقف سيل الجشع الذي يملأ قلوبهم تجاه أمور لو دققوا النظر لأيقنوا أنها لا تستحق كل هذا العناء والمقاتلة الشرسة من أجل الحصول على المزيد منها ، فهي في النهاية لن تستمر طويلاً وسوف تفنى كحال الدنيا ، فلا بد من التحلي بالقناعة بما نملك غير متطلعين للمزيد حتى لا نفقد ما باليد ونكون قد ضيَّعنا الوقت في اللهاث وراء أمور نملك منها ما يكفينا بالفعل ، فالطمع صفة ذميمة قد يُقلِّل ما جمعنا سالفاً فلا بد من إبادته كُلياً من قلوب الجميع حتى تصفو لهم الحياة ويصيروا غير حاملين أية هموم تفوق طاقتهم وقدرتهم على التصرف ...




Share To: