الحيّ الميت | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
ما عدتُ أخشــى الموت , إني ميّتٌ
فأنـــا أعيش كأنني في قـــــــــبرِ
لم يبكِني أحـدٌ ســــــوايَ , كأنني
لا أهلَ لي , لا قــــومَ , إلّا صبري
وحـدي , فلا وطنٌ يكفكف أدمعي
هذي البــــــلاد كطعنةٍ في الظَّهرِ
وحدي , وأطفــالٌ تصيح , وأمُّهم
وأنـا ألملم حســـــرتي في ذعـــرِ
هذا أنا الســـــوريُّ أحمل مقتــلي
أنّى ذهبتُ , وليس غير القهــــــرِ
لم أسـتطعْ يومــــاً صراخاً طالما
وضعوا الســلاسل في يديّ , وثغري
ويُقال لي صبراً , سـتُفرَج في غدٍ
لم يبقَ من صبرٍ لديَّ , وعــــــــذرِ
أين العروبة ؟ أين منْ كنّــــا لهم
سـنداً , وأهلاً لو شــــكوا منْ غدرِ ؟
أين الشـــعوب ؟ وأين إنســانيّةٌ ؟
وأنـا أعيش الآن يومَ الحشـــــــرِ
وأرى عيون صغيرتي بمذلّــــــةٍ
وعويلَ زوجي , بل شـماتةَ دهري
لا حول لي , مات الضمير بعـــالمٍ
وقلوبـــــه بمصابنا من صخــــــــرِ
شــــكراً لكم , وأنا أموت بحرقــةٍ
لم ألْقَ من أحــــدٍ يحاول نصري
شــكراً لمن خذل الطفولةَ , والأرا ..
.. ملَ , والشيوخَ , وباعنا في السّرِّ
شـــــكراً لأعرابٍ غفوا متلحفيـ ...
.. ـن نساءهم , لم يسـتحوا من عهرِ
شـــــــكراً , فقد مُتْنا , وليس يهمّنا
أن تندبوا مأســاةَ هذا العصــــــرِ
يا أيُّهـذا العــــــالمُ المأفون تبّـ ..
.. ـاً للحضارة , هل شـــعرتَ بفخرِ ؟
لا تقتلونــــــــــا مرّتـين بزيفكـم
إذْ قيمـة الإنســــان تحت الصّفرِ
أبكيكَ يا وطناً يتيماً في الخيا ..
.. مِ , ودمعتي مصلوبةٌ في شـعري
مَنْ عاش دون كرامةٍ في أرضـه
لا يرتجي الإكرامَ عند الغـــــيرِ
Post A Comment: