لو كنت بتصلي خلف الإمام وسلمت قبل أن يسلم الإمام هل صلاتك صحيحة ؟ | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


لو كنت بتصلي خلف الإمام وسلمت قبل أن يسلم الإمام هل صلاتك صحيحة ؟ | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة



أولا : إذا ظن المصلي أن الإمام سلم لكونه مثلا يصلي في آخر الصفوف ولم يصل إليه صوت الإمام بوضوح فسلم المصلي بناءً على هذا الظن ، ثم تبين له أن الإمام لم يسلم ، أو سلم سهواُ ونسيانا فعليه أن يعود إلى صلاته في الحال  بالنية والإحرام  ويتابع إمامه ويسلم بعده ، وصلاته صحيحه  ولا إثم عليه ؛ لأنه لم يحصل منه مايبطلها وليس عليه سجود سهو ؛ لأن الإمام يتحمله عنه ، بمعنى أن صلاته صحيحة بصحة صلاة الإمام ولا يضره سهوه ، هذا إذا دخل مع الإمام من أول ركعة ، أما إذا كان مسبوقا أي دخل مع الإمام وهو في الركعة الثانية أو مابعدها ، فعليه بعد العود بالنية والإحرام أن يأتي بباقي الركعات بعد سلام الإمام ثم يسلم ولا إثم عليه ، وإن لم يفعل ذلك بطلت صلاته حسبما ذهب إليه السادة المالكية . 

ثانيا : إذا سلم المأموم عمداُ قبل سلام الإمام فهنا لا يخلو الحال من أمرين : 

الأول : إذا سلم المأموم قبل سلام الإمام عمداً بلا عذر بطلت الصلاة ؛ لأنه ترك فرض متابعة الإمام متعمدا ؛ ولأن الإمام جُعل ليؤتم به . 

الثاني : إذا سلم المأموم قبل سلام الإمام لعذر طرأ عليه ، كعذر مرضي كأن يكون أحس بوعكة صحيه ، بأن عاجله إسهال أو ريح أو قيء أو احتباس بول أو غائط ، أو صرخ عليه أحد من خارج المسجد لأمر لحق بأهله ، أوكمن يصلي المغرب خلف إمام يصلي العشاء عند من يقول بجوازه فله أن ينفرد ويقرأ التشهد ويسلم وهذا عذر شرعي لأنه لو استمر مع الإمام في الركعة الرابعة بطلت صلاته حسبما ذهب إليه الحنابلة ، أو أن الإمام يُطيل في الصلاة على خلاف السنة ويشق عليه أن يبقى حتى يسلم الإمام ، فهنا يجوز له أن يخفف بالصلاة ويتمها ويسلم قبل الإمام وينصرف ولا إثم عليه . 

فقد روى الشيخان عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما-  أن معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوز رجل فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذا، فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنا قوم نعمل بأيدينا ونسقي بنواضحنا، وإن معاذا صلى بنا البارحة فقرأ البقرة، فتجوزت، فزعم أني منافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معاذ أفتّان أنت، ثلاثا، اقرأ: والشمس وضحاها، وسبح اسم ربك الأعلى، ونحوها  ". والله تعالى أعلى وأعلم .



Share To: