مع رحلة الإبداع للفنانة فاديه طلال النعيمي: بقلم /احمد السعيدي
تقول الحكمه: ( أن هناك ثمة نور في مكان ما ، قد لا يكون مضيئآ بما فيه الكفاية... لكنه قادر على مكافحة العتمة ) ...
إن الفن وخاصه التشكيل منه.. هو رساله ومعيار ابداعي خلاق تنجزه وتحقق وجوده تجربة ذاتية وموضوعية نسجتها افكار وعقل متأمل وبتعمق استطاع ان يستقطب اللحظة الفنيه الخاصة فيضفي عليها صورا واشكالا تمتاز بالدقة والموضوعيه والجمال والتفرد معمقا تلك اللحظة مكونا لوحة فنية تخاطب العواطف والوجدان والفكر الانساني تاركا اثرها العميق في نفس وشعور المتلقي من خلال صياغتها وتركيبها ودقة حرفية ادواتها الفنية المختلفه يضاف اليها التجربة والخبرة ، والموهبة تكشف عن وعي قائم على اساس مدركات عقلية وحسية ووجدانية تنقل احساس التشكيلي اتجاه التجربة التي يعيشها فيخرج منها الى آفاق موضوعية تعكس حقيقة الانسان والمجتمع، هكذا هي الفنانة فاديه طلال حيث انطلقت خوض تجربتها الخاصة والفريدة عن طريق إقامة وتنظيم المعارض الفنية والتي تعتبر نقطة انطلاق لبداية فنية جديدة بالنسبه لها وعلى الرغم من ان هذه التجربة جديدة في حياتها الفنية الا انها ذات عمق وفعل فني وتنظيمي يحمد عليه لكونه حالة صحية لنشر الوعي الفني والثقافة الفنية وتشجيع الفنانين لكي يأخذوا دورهم الفني، لقد اقامت الفنانة مجموعة معارض فنية في الامارات( معرض الشارقه ) ومعرض ( اربيل والسليمانية وبغداد ) وكان آخرها في دهوك تحت عنوان( اثر لوني ) بالتعاون مع مديرية الثقافه والفنون في دهوك وقد شارك فيه العشرات من التشكيلين والنحاتين والذين ينتمون الى مدارس ومذاهب فنية مختلفة.
عرفت الفنانة بأنها فنانه ممتلئة بالنشاط والحيوية والمثابرة وقد عرفتها المحافل الفنية بأنها فنانة مفعمة بالحماس والاصالة والعراقة وشغفها بالتراث العربي الاصيل. لقد قدمت الفنانة نماذج واعمال لفنانين تتسم بالواقعية والوجدانية في التعبير والاداء بعيدة عن الغموض والركاكة والسذاجة انما قدمته من لوحات واعمال نحتية عبر معارضها يعد بحق اسهامة فاعلة وخبرة جادة تدفع الحركة التشكيلية في العراق نحو التقدم والازدهار أمل ان تستمر الفنانة فاديه النعيمي بالمحافظة على نهجها وعلى وفائها وعلى حبها للفن ولمسيرة الابداع الوطنية وتكون احدى رموزها المبدعين والمتألقين خدمة لحركة التشكيل الوطنية الناهض لبناء عراق متحضر ومزدهر ، واخيرا تبقى الفنانة فاديه القآ واشعاعآ وانموذجا حيا للمرأة العراقية الواعية وتكون ذلك الينبوع الذي اخذ امتداده من سعة البحر وعمقه وهو ينبوع متدفق لا ينضب بفيض الخير والعطاء والنماء.
Post A Comment: