التعصب والاحتمالات الناجمة عنه | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


التعصب والاحتمالات الناجمة عنه | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


السلام عليكم ، 

التعصب والاحتمالات الناجمة عنه : 

التعصب بمعناه الشمولي هو الانحياز لأمر معين على أي صعيد كان معرفي أو ديني أو عرفي أو ثقافي ، فقد يؤدي لمزيد من الخلافات التي تؤدي للقطيعة ، وقد يؤدي لتوسيع إدراك البشر بحيث يتقبل كل منهم رأي الآخر وميوله الفكرية أو الثقافية أو أياً كانت وهذا ما يخلق روابط وطيدة بين بني البشر ويعمل على نشر الوعي واختلاف الأفكار والتطلعات ونشر مختلف أنواع الثقافة بحيث يصبح العالم أكثر تطوراً وانفتاحاً من ذي قبل ، وقد يؤدي لترسيخ القناعات على الصعيد الآخر وهو ما ينجم عنه محدودية وضيق الفكر والأفق بحيث لا يخرج كل فرد من إطاره الشخصي وينحصر عالمه في بضع أفكار صغيرة لا يتعداها أو يرغب في معرفة خلافها وهذا ما يقنن القدرة على التكيف مع تغيرات العالم المحيط ، فأنت وإنْ كنت على خلاف مع ميول وتعصب البعض لما يحمل من أفكار وقيم فبإنصاتك لهم تكتسب المزيد من الخبرات والأفكار التي تكون قابلة للتمحيص والتفاوض فيما بَعْد علَّك تخرج منها بأي إفادة على المدى البعيد ، فلا تظن أن العالم يتوقف على وجهة نظرك ورؤيتك المحدودة له رغم إمكانيتك من التطلع على المزيد مما يشمل سواء قبلت أو رفضت ، شئت أم أبيت ، فالأهم ألا تظل متعصباً لرأيك فقط دون الرغبة في معرفة سواه ، فإنْ تعصب كل منا لما يُحِب لن نجد هذا الترحاب الذي يستقبلنا به المجتمع ويحوي اختلافنا حينما نعرض أفكارنا ولن يصير هناك أي تَميُّز أو تَفرُّد في أي أمر كان ، سيكون الجميع متشابهين وسيصبح كل شيء بلا مذاق أو معنى ، سنصبح نسخ طبق الأصل من بعضنا البعض دون الرغبة في استيعاب هذا الاختلاف الذي يُفرِّق بيننا ويُظهِر مواهبنا التي حبانا الله إياها وكيف نتمكن من توجيهها وتوظيفها بالشكل السليم دون محاولة التشبه بأحد كي نكون مثله كالقطيع الذين يتبعون نفس النهج دون معرفة السبب الذي دعاهم ودفعهم لذلك لأنهم على غير قناعة تامة به إنما يسيرون عمَّا اعتادوا رؤية السالفين يعتنقونه وكأنه إيمانٌ راسخ في أذهانهم سيُقذَفون في الجحيم إنْ حادوا عنه أو تمسكوا بغيره ، فلندعنا من الجميع ولنحاول أنْ نكون أكثر مرونةً في احتواء كل الميول والاتجاهات بصدر رحب مهما كانت مُخالِفة لما نقتنع به أو مختلفة عمَّا نتبع أو نؤمن به ...




Share To: