حكم قول: ( كسبنا صلاة النبي) | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
" أفضل المكاسب في الدنيا والآخرة "
—--------------------------
اعتاد بعض الناس في مصر أن يقولوا هذه الجملة ( كسبنا صلاة النبي ) وهي في الغالب تعبيراً عن الخسارة أو عدم الربح أو عدم التوفيق في أمر ما !!!!! ,وأنه لم يتحصل على شيء ، كأن تقول لأحدهم : هل بعت شقتك ؟ فيقول لك نعم ، فتقول له ، كم ربحت فيها ؟ فيقول : كسبنا صلاة النبي ، أو تقول له ( طلع لك مكسب أد إيه؟ فيرد كسبنا صلاة النبي) فيعلم السائل بهذا اللفظ أنه لم يربح شيئاً ، بل ربما يكون خسر فيها ، فهل هذه العبارة صحيحة في هذا المقام أم لا ، وإن كانت غير صحيحة ، هل هي محرمة لو قالها قائل على سبيل العادة ، وهل هناك من العبارات المشروعة أولى منها ؟
أقول : أولاً : إن القائل لهذه الجملة لا يقصد التعدي على مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، أو التهوين من أمره ، بل ربما جعل بعضهم هذه الكلمة مكسب كبير لهم يغنيهم عن أى مكسب آخر على الرغم من خسارتهم ، وكأنه يقول أنا وإن لم أكسب شيئاً إلا أنني كسبت الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم ، إلا أن هذه الكلمة غير صحيحة في الاستعمال الغالب نظراً للمقام الذي ُتقال فيه ولحال القائل ، فهي لا تقال بمنطق الفرح أو الرضا ، ولا يليق برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نقلل من شأنه بذكر الصلاة عليه بهذا اللفظ كعلامة أو دليل أو شعار للخسارة وعدم التوفيق ، بل ذكره أفضل المكاسب في الدنيا والآخرة ، فمن صلي عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، وكثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تقي الهم ، وتغفر الذنب وهما جماع خير الدنيا والآخرة ، فإن من كفاه الله همه سلم من محن الدنيا وعوارضها، ومن غفر الله ذنبه سلم من محن الآخرة ، فهل بعد كل هذا الفضل نجعل الصلاة عليه شعاراً على الخسارة وعدم التوفيق ؟؟؟!!!!!
ثانياً : ومع كون العبارة غير صحيحة نظراً للمقام الذي تٌقال فيه إلا أنها لا تحرم ولا يأثم قائلها ، وإنما يكره له قولها بهذا المقصد أي جعلها شعاراً لعدم التوفيق ، وأقصد بالكراهة هنا الكراهة التنزيهية التي يثاب تاركها ولا يعاقب فاعلها إذا خرجت على سبيل العاده ، أما إذا قصد قائلها الإهانة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم فيحرم ذلك بل يعد هذا من نواقض الإسلام ، والأولى بالمسلم إذا لم يوفق في تجارة أو عمل ما فاليقل : " الحمد لله على كل حال " أو " قدر الله وماشاء فعل " والله تعالى أعلى وأعلم .
Post A Comment: