دمـــــــوع مجفَّفة | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
أنا فكرةٌ مهزومةٌ
أرتاح في كتب التواريخ القديمة ..
بعد أن ضاعت ملامح أحرفي
وعلا غبار الصمت فوق تخوم روحي
لم أزل أحتاج بعض الماء ..
كي أطفي حريق أصابعي
قبل الدخول إلى البكاءْ
أنا فكرةٌ مجنونةٌ
لم تقبل الغابات أن تأتي إليَّ ..
ولم تشأْ أن تستقرّ على سطور الماء ..
في ظمئي العتيقِ ..
وأن تبادل بعض أغصانٍ بخصلة أحرفي
قبل ابتداء الإنطفاءْ
قدسيّةً كانت رؤايَ ..
وكان بعضي تحت مقصلة الندى
يرنو إلى بردى بشهوته الكئيبةِ ..
علّه يعطي صبايَ هويّةً
ويمشّط الأحزان بين دفاتري
عند المساءْ
وأنا المتيّم في عيون قصيدتي الشقراءِ ..
ما كان البياض بوجهها إلّا خداعاً
كي أراني في مرايا الحزن مصلوباً
على شفتي التي شربت سواد الروحِ ..
وهي تضمّد الدمع المجفّفَ ..
في أغاريد النساءْ
حملوا جنازة حالمٍ
فانساب من جرح الكرامة صوته المخنوقُ ..
شلالاً من الوجع الرخيمِ ..
وطار سربٌ من مواسمه النديّةِ ..
مثل أطيار الضياءْ
فبكى ككلّ الأنبياءْ
فهو الذي ملأ الجيوب من الترابِ ..
لعلّه في رحلةٍ تقصي به نحو البعيدِ ..
ولا يعودُ !!
كأنه نايٌ يخبّئ حزنه بين الثقوبِ ..
وحينما يرمي زفير الروح يطربُ ..
أو يعود بغير ذاكرةٍ
لحقلٍ من قصبْ
من قال أنّ بياض خافقه ..
يخالف فلسفات الليلِ ..
حين يضمّ في شغفٍ قصيدته الوحيدةَ للحبيبةِ ..
عندما يرمي بأضلعه إلى الفقراءِ ..
في زمن التعبْ
ما عاد يطمع بالكثيرِ ..
وربما تكفيه سوسنةٌ ..
وطفلٌ كان خبّأ في حقيبتهِ عروس القهرِ ..
ترجف من صقيع دفاترٍ
كانت لتحمل إسمه ..
يوم الغضبْ
ما غابَ ..
لا ما غاب وحهكَ يا حبيبي
رغم أحقاد اللهبْ
ملعونةٌ هذي اللحى
كاللات , والعُزّى ..
وأمجاد العربْ
Post A Comment: