سَلْ بئرَ يوسف | بقلم الأديب العراقي عماد الدعمي


سَلْ بئرَ يوسف | بقلم الأديب العراقي عماد الدعمي


مـــــا سرُّ قـافيتــي كالجمـرِ تتّقـدُ

وتشتكـــي وجـعًا والعـزفُ مُنفـردُ

لا ذنـبَ للشعرِ أن لـم يـرتقِ الكـلمُ

والقارئـونَ أحاسيــسٌ إذا شَهِـدوا 

أم أنّهــــم دونَ مـــرآةٍ تُعـــاكسُهُمْ

كـي يفهمـوا شاعرًا في قلبِه الرّمدُ

اقــرأ وَفَسّـــرْ لمــاذا قــالَ مُنْــزِلُها 

(ماضلَّ صاحبُكم)حتى يعي الوَغِدُ

فَـرْجٌ تَحَكَّـمَ بالأوغـــــــادِ يأمـرُهُمْ

اللاتَ والعجلَ والأحجارَ قد عَبدوا

كيفَ اصطباري ومـا عندي مُقاومةٌ

وهــــل لمعجزةٍ يأتــــــي بها الجَلِدُ

روحـــي تُلاحقُ أشباحًا وقد عَلِمتْ

أنّ الحقيـقـةَ روحٌ عـافَـــها الجـسدُ

سَلْ بئرَ يوسفَ عن ظلمٍ وعـن أملٍ

وعن بريقٍ وعـن ضوءٍ ومـا وَعدوا

باعـــوا ضمائرَهُمْ والذّنبُ حجتُـهُمْ

ثم استفاقوا علــى يومٍ به سَجدوا

لو كـــانَ موســى بلا عَزمٍ ولا مَـددٍ

لصـــارَ فرعـــــونُ ربًـــا طالمـــا يَلِدُ

مـــــا البحرُ إلا أقــاصيصٌ نُترجمُها

كــي ترعـوي أمـمٌ قــد غـرّها العددُ

ومــــــا سفينــةُ نُــوحٍ غـيرَ أحجيةٍ

للمارقيــنَ إذا مـــــــا نــــالَهُمْ رُشُـدُ

مَعنــــىً أوثقُـــهُ والشعـرُ يشهدُنـي

والغائصونَ بأوراقـــــي إذا نَقـــدوا 

ضلّوا السبيلَ إلـــى ضوئـــي لانّهُمُ

لم يُبصـروا دربَ أحرارٍ ولَمْ يَجدوا

شحيحةٌ هـــــــي أقــلامُ الأبـاةِ فما

جدوى القصائدِ إنْ لَمْ ينهضِ البَلَــدُ

مُـرّوا علــــى ثائــرٍ أو قائــلٍ حَـذِقٍ

واستشهدوا بقـــــــوافٍ مـــالَها أبَدُ

واستقبحوا كـــــلَّ نَظمٍ دونَ فائدةٍ

فالرّاحـلــونَ مثـــــــالٌ منهُــمُ العَبِدُ

ومنـهُـمُ الحرُّ مـــــا دارَ الزمــــانُ بهِ

لأنّــــهُ الخــالـــدُ المقـــــدامُ والصّلِدُ

يــا حزنَ يعقـوبَ مـــن غدرٍ يراودُهُ 

لــلآن دمعتــــهُ فـيـــنا ومـــــــا تَئـدُ

لــلآن قابيـــــــلُ لا سجنٌ ولا قَـفصٌ

يجـولُ فينـــا وفــي أحمـالِه الحسدُ

لـــلآن أيـــــوبُ متروكًـا بــــلا رَحِمٍ

لا صبــــرَ يسعـــفُهُ أو قُرْبـــهِ أحَـــدُ

فَــرّوا ومـــن حـولِهِ الدّيــدانُ تـأكلُهُ

لا أهــــلُ لا أرضُ لا سَقْـفٌ ولا سَنـدُ

مـــاذا نُـداري وخيبــاتُ الورى مِحَنٌ

والدّارُ حُرّاسُـها عاثــوا وقـد فَسدوا

فمـــا وجـــودي إذا لم أهتـدِ الهـدَفا

ومـــا وجــودي وبيتـــي مالــهُ عَمَدُ

إنّ العنـاكــــبَ لا تــرقـــى بموطنِـها

فالبيتُ مــــن وَهَنٍ لا حُصْنُ لا وَتـَـدُ

شكوايَ هـــــذي وربـي مُــدرِكٌ ألمي 

يـــا أيـّـــها الواحـــدُ القـهارُ والصّمـدُ




Share To: