دائرة الشك | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


دائرة الشك | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم  ، 

دائرة الشك : 

أتعجب حينما يضع البعض أنفسهم في دائرة الشك ، يجعلون الآخرين ينظرون لهم بذهول وريبة رغم أنهم لا يفعلون ما يدعو لذلك ولكنهم مثيرون للدهشة والفضول حيث يبدو عليهم خلاف ما يسلُكون فتزداد التساؤلات حولهم وتتسع فجوة الريبة تجاههم لأنهم غامضون بعض الشيء ، لذا على المرء أنْ يكون واضحاً حينما يتعلق الأمر بحياته وما يؤدي فيها حتى لا يجعل نفسه مَحطاً لشكوك الغير رغم براءة نيته وجودة سلوكه و سلامة أقواله وحُسن تصرفه في أغلب مواقف وأمور حياته بالكامل وبخاصةً حين يتعلق الأمر بالعمل فعليه أنْ يكون حذراً إنْ كان في موضع حساس يحتاج للاحتياط وقت التصرف واختيار الوقت المناسب لتنفيذ المهام أو وضع الخُطط حتى لا يسمح لأحد باتهامه بشيء غير صحيح أو يفتح المجال للغير بأنْ يضعوا أعينهم عليه بداعٍ وبدون داعٍ ، فهو في تلك الحالة ليس محط اهتمام بل هو في موضع مراقبة وشك واتهام دون دليل مادي رغم صفاء نيته وعمله الدؤوب من أجل الصالح العام ، فكل أمر في الحياة بحاجة لأن يكون المرء على قدر كبير من الوعي والتركيز والحيطة حتى لا يقع في فخ شكوك الآخرين ويكون شبكة لاصطياد الأخطاء وإنْ لم يقع فيها البتة ، فهذا العالم صار مَريعاً بما يكفي ، بحاجة لمَنْ يحدق النظر في كل اتجاه ، يحملق كثيراً في وجوه الغير ، يدقق في كل كلمة تصدر عنه ، يفكر برَوية فيما يقول ويفعل حتى لا يسقط تحت براثن هؤلاء الأشخاص الذين يعتبرون العالم كُرة مطاطية بين أيديهم يتحكمون فيه كما شاءوا بغض الطرف عن سمعة الآخرين أو مراعاة لشعورهم أو خوفاً من جرحهم لذا علينا توخي الحذر والخوف من الغير حتى نحمي أنفسنا من الشك الغير مبرر والتصرفات الغير أخلاقية الناجمة عنه فيكفي ما نمر به من مشكلات فنحن لسنا بحاجة للمزيد من المشاكل السطحية المُهمَشة التي لا تضيف للعالم سوى مزيد من المَرار والمعاناة الفارغة ...



Share To: