على بعد قهر | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
على شرفة الحزن كان وحيداً
يخبّئ حلماً ..
على بعد قهرٍ ونيفْ
وكانت طيور الحمامِ ..
تجيء إليه فرادى
وتدلف من فتحةٍ للضلوعِ ..
لتنقر ذكرى سلاها طويلاً
وتفضحَ ما كان خبّأه ..
ذات صيفْ
جراحٌ بكلّ المقاسات يلبسها عارياً
وريح سمومٍ تبعثر أوراقه ..
حين يكتب حزناً قديماً
لطفلٍ جديدٍ أتاه كضيفْ
تطلّ المدينة من آخر الليلِ ..
فاتنةً ترتدي شبق الوقتِ ..
هل راودتهُ ؟!!
وكيف استطاعت خداع الحواجزِ ؟!!
كانت مفخّخةً بالنساء , وبالأغنياتِ ..!!
ولم يدرِ كيف يداري
صهيل الحروف المخيفْ
وما زال سرب الحمام يهوّم دون هديلٍ
كأنّ الحمامَ حزينٌ ..!!
فقد طاردته طيور السماء الكبيرةُ ..
حتى استجار بظلٍّ نحيلٍ
لقلبٍ ضعيفْ
على غير عادته كان يضحك ..
حين أضاء المكانً انفجارٌ
وكان يراقب آخر قطعة طيرٍ تغادره ..
لم تعد فتحة الصدر ضيّقةً
بل بحجم بلادٍ تموت بحيفْ
فما قصّة الأرض هذي ؟
فلا تستحمّ بغير الدّماءِ ..
لتحضر عرسَ النّزيفْ !!!
Post A Comment: