ذكرى | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
طفلين كنّا , وللأطفال نزْواتُ
والوقت ظهراً, وما في الحيّ أصوات
كنّا وحيدين , لا أدري بساعتها
كيف استباحتْكِ من عينيّ نظْراتُ
وقلت : هل تقبليني لو كبرتُ غداً ؟
وضاع صوتي , وقد أخفتْه آهاتُ
ضحكتِ مُطرِقةً , خجلى كفاتنةٍ
غارت من الطفلة الحسناء ورداتُ
ركضتِ هاربةً للبيت , مسرعةً
وما أجبتِ , وغابت منكِ طلّاتُ
كبرتُ من بعدها عمراً , وها أنذا
قد عدتُ أسأل , لم تأتِ الإجاباتُ
ما زالت الكرمة الخضراء تذكرنا
ومن عناقيدها اشتاقتكِ حبّاتُ
يا ليت أرجع طفلاً , علَّ تعرفني
فقد هرمنا , وأدمتنا الغياباتُ
Post A Comment: