" لا صَلاَةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ " .....!!؟ | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
![]() |
" لا صَلاَةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ " .....!!؟ | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة |
" لا صَلاَةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ " .....!!؟
" التنفل بركعتين بعد صلاة العصر "
_______________________________
هذا جزء من حديث صحيح ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : لا تجوز صلاة نافلة على سبيل التطوع وليس لها سبب بعد صلاة العصر خاصة عند غروب الشمس ، أما النافلة التي لها سبب مثل قضاء الحاجة ، والاستسقاء ، وتحية المسجد ، وسنة الوضوء وغيرهم فيجوز صلاتهم بعد صلاة العصر مطلقاً ، وكذا صلاة الجنازة ، وقضاء الفوائت ، فمن فاته صلاة الظهر ولم يصليها قبل العصر ، فيجوز في هذه الحالة أن يصليها بعد صلاة العصر ، وأيضاً من تأخر في آداء صلاة العصر إلى غروب الشمس فله أن يصليها .
إذن قصد النبي صلى الله عليه وسلم هو منع تحري – تعمد - الصلاة عند غروب الشمس أي تأخيرها بلا عذر إلى غروب الشمس ، وليس منع التنفل بعد صلاة العصر مطلقاً ، والعلة في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التنفل وقت غروب الشمس أن الشيطان عند غروب الشمس يدنو من الشمس ويجعلها بين قرنيه ويُخيل إليه أن الساجدون لله في هذا الوقت يسجدون له ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن نفوت عليه هذا الوهم ، ولا نتنفل بلا سبب في هذا الوقت ، أما قبل غروب الشمس فلا حرج من الصلاة بعد صلاة العصر ، فيجوز لمن صلى العصر في أول وقتها أن يتنفل بعدها بركعتين ؛ لأنه ورد عن الصديقة رضي الله عنها أنها أقسمت كما ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ماترك الركعتين بعد صلاة العصر في بيتها حتى لقي الله تعالى ، عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت : " مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ عِنْدِي قَطُّ ". متفق عليه .وكذلك مر عمر رضي الله عنه بخالد الجهني وهو يركع بعد العصر فعلاه بالدرة ، فلما انتهى خالد قال ياأمير المؤمنين لما علوتني بالدرة ؟ فقال عمر : لأنك تصلي صلاةً نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال خالد : لقد صليتهما مع من هو خير منك ، فقال عمر ليس بي إياكم أيها الرهط – أي لا أقصد منعكم عن الصلاة ياأصحاب رسول الله – وإنما أخاف أن يأتي قوم بعدكم يؤخرون الصلاة حتى غروب الشمس ، فأراد عمر بالنهي سد الذرائع عن تحري الصلاة عند غروب الشمس ، وليس النهي عن الصلاة بعد العصر مطلقاً .
والله تعالى أعلى وأعلم
Post A Comment: