أسطورة "المرأة عدوة المرأة".. | بقلم الأديبة المصرية/ آيات عبد المنعم 


أسطورة "المرأة عدوة المرأة".. | بقلم الأديبة المصرية/ آيات عبد المنعم
أسطورة "المرأة عدوة المرأة".. | بقلم الأديبة المصرية/ آيات عبد المنعم 



"المرأة عدوة المرأة" أسطورة لا أُومِنُ بها، إن الأخلاق ليست لها هويّة ذكوريّة أو أنثويّة، من يعيق حركة تطور المرأة عقلها الهشّ، وضعفُ إرادتِها علىٰ تجاوز العقبات، بأيِّ ثوبٍ أتت وعلى يد من..

ومن الخطأ الجسيم إلحاق وتعميم تهمة الغيرة السلبيّة للمرأة فقط دون الرجل، فقد يغارُ رجلٌ من نجاح إمرأة متميزة والعكس. 

وبرأيي ترسيخ فكرة أن تُصادق الأنثى رجُلاً تأمنهُ على سرها، 

قد يجعل طرفاً منهما أو كلاهما، يقعانِ في متاهات عاطفيّة خارج دوائر العمل أو الدراسة أو الجيرة أو القرابة.

وإن كان لديهما شريك حياة سندخل حينها في وحل الشك والغيرة والمقارنات غير المنصفة.


أنا من مدرسة رسم الحدود بين علاقة الرجل بالمرأة عقلاً وشرعاً، مع إيماني المطلق بأنّ الرجل أياً كان موقعهُ هو شريك أساسي وفعّال في عملية البناء المجتمعي، ولستُ ضد الاختلاط ما دام هناك ضوابط مبنية على الاحترام.

إن وجودنا معاً في الحياة كالطواف حول النور، فلا ضير أن يجمعنا محراب العمل أو العلم أو سماء العالم الافتراضي، لكن دون التطرق العميق للجوانب الشخصيّة، أو بمعنى أدق التواصل اليومي ومشاركة التفاصيل الحياتيّة.


على المرأة أن تسعى لإصطفاء صديقة عاقلة مُخلصة، وهي عملية شاقة وصعبة للغاية، فقلوب العُرفاء أبصرتْ أنَّ أمرين سيكون المرءُ ضنينٌ بِهما: الدرهم الحلال والخلُّ الوفي،

لقد رزقني اللّٰه بنخبة من الصديقات اللواتي يتفوقنَّ عليَّ علماً وروحاً وعملاً، فقد قال ويل روجرز: «يتعلم الإنسان بطريقتين؛ ‫القراءة ومصاحبة من هم أذكى منه.»


وهبني اللّٰه صديقات برتبة أخت، وأختٌ واحدة بنكهة وطـنٍ مُزدهر، بنقاء أفعالهن سحقوا تلك الأسطورة، كانوا عوناً على نفسي حين تحيدُ عن الضوء، غمروني بدلالهن صباحاً، وفي جوفِ الليل اسمي يُزينُ محراب قلوبهن، نُفكرُ سويةً ونضحكُ كثيراً، وخلفَ فنـاء الشَّمس نرسمُ بالخط العريض أحلامنا التي تتجاوز لغة الأرض.. إنَّهُن غيـثُ السَّماء في زمـنِ التصحُّر.


آيات عبد المنعم 

بيروت..

16/ ربيع الأول/ 1445

  1 /  أكتوبـر   / 2023



Share To: