عاشق في سهول الريح | بقلم الأديب/ السوري عبد الكريم سيفو 


عاشق في سهول الريح | بقلم الأديب/ السوري عبد الكريم سيفو
عاشق في سهول الريح | بقلم الأديب/ السوري عبد الكريم سيفو 



لعاشقةٍ

تنام على تخوم الحلمِ ..

تكتبني بحبر الروح في دفترْ

أبيع لها سنيني علّها في حلمها

تكبرْ

تدثّرني على أعتاب ضحكتها

وتنثرني

على سفح الهوى الأخضرْ

أنا المشنوق من أهداب أغنيتي

ومن طينٍ بلا ماءٍ صنعت الوهمَ ..

لكن خانني الطينُ ..

 الذي في غفلةٍ أزهرْ

وشرّدني على طرقات مقبرتي

أعانق موتيَ الآتي بلا حزنٍ

وأدرك أنني في شرفة الكلمات , والأشعارِ ..

قد ضيّعتُ بوصلتي

فلا أدري متى أصحو

ولا أدري متى أسكرْ

عزائي أنني آمنتُ أن الحلْمَ في وطني

حريٌّ أن يُعاش الآن ...

لو قتلوه قد يحيا

ليصبح في غدٍ بيدرْ

فيا وجع المدى المسدودِ ..

قل لي كيف أُنقذني من الطعناتِ ؟

كيف أهشّ قافيتي ؟

وما عندي عصا موسى

وكيف أخوض مأساتي ؟

وهذا الصبح غافلني

وقد أبحرْ

ويا من كنتِ عاشقتي , ومرآتي

أما زلنا نعيد صناعة الأحلامِ ؟

أمْ أنّا نسينا في خضمّ الحزنِ ..

أن نحمي سياج الحبِّ ؟

أن نرسو على شطآنه يوماً

فهذا الموج لا يرضى بمجدافٍ

إذا يُكسرْ

فعذراً منكِ سيدتي

إذا ما الليل حاصرني

وعدتُ إليكِ مهزوماً

ففي أرضٍ بلا شمسٍ , ولا حبٍّ

مُحالٌ أن أُتوَّج في الهوى قيصرْ

وفي أرضٍ تحارب عشق فاتنةٍ

تعقّمنا كأوبئةٍ

تدوس على مرايا الروحِ ..

لا فجرٌ لنا يأتي

ولا بستاننا أثمرْ

تعالي

كي نشيّع حلمنا صمتاً

فما في الأفْق من لونٍ

سوى الأحمرْ

وما للعشق من أملٍ بخاتمةٍ تباركه ..

بأرض الموت , والعسكرْ

فإمّا أن يموت القهر في دمنا

وإمّا أن نباركه

ليعشق موتنا الأخطرْ

تباغتني عصافير المدى المخبوءِ ..

توقظني

ولكن دون أن تدري

يفاجئها رصاص القنصِ , والصيّادُ ..

فالغرباء تقتلهم أغانينا

وبوح شقائق النعمان للعشاقِ ..

لا أكثرْ

فدلّيني لأفتح أفْق قافيتي

عسى أرتاح من صمتي

وأشهر في الوجوه السود سنبلتي

ونكهة خبزنا الأسمرْ

فقد يغدو نشيد الروح لولا انداحَ ..

بركاناً يطهّرنا

وفد أغدو بموتي في سهول الريحِ ..

كُرمى عشقنا أطهرْ

فما مات الذي بالموتِ ..

لا يُقهرْ




Share To: