من أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: الجزء الثاني | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


من أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: الجزء الثاني | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
من أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: الجزء الثاني | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 

 


الأمانة 

من صفات المؤمنين الأمانة ، وهي حفظ العهد ، ومراقبة الله في نفوس الناس وأموالهم وأعراضهم ، فلا إيمان لمن لا أمانة له ، ومن لا أمانة له لا عهد له ولا ذمة ، وما من مجتمع ساد فيه خلق الأمانه إلا ونعم بالأمن والأمان والاستقرار ، ورسولنا الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه كان مضرب المثل في الأمانة قبل البعثة ، فهاهم صناديد مكة يستأمنونه على أموالهم ، ويُلقب فيهم بالصادق الأمين ، وما دفع السيدة خديجة إلى الزواج به صلى الله عليه وسلم إلا لما لمسته من أمانته في مالها ، وصدق حديثه وكرم أخلاقه ، وبعد البعثة رموه بكل وصف مشين كشاعر وساحر ومجنون ، ولكن لم تلفظ ألسنتهم بالطعن في أمانته ، بل أقروا بصدقه وأمانته ومازالت أموالهم وودائعهم في حفظه ورعايته وأمانته إلى أن هاجر من أحب بلاد الله تعالى إلى قلبه ، فما خان ولا غدر ولا نافق ولا قابل الإساءة بالإساءة وحاشاه ، كان قادراعلى أن يرد الصاع في أموال قريش التي أخرجته من وطنه مضطهدا هو وأتباعه ، ولكن بما فطره الله تعالى عليه من خلق عظيم ، وفطرة نقيه ، ونفس زكية ترك خلفه من أصحابه من يُعيد الودائع إلى أصحابها ، ، شهد لك بهذا الخلق العدو قبل الصديق ، في مجلس هرقل أو النجاشي كانت أمانته صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال ، فقد ذكرأصحابه رضوان الله عليهم مكارم أخلاقك ، ولم ينكرها العدو ، وهل يُنكر ضوء الشمس في وضح النهار ، حبيبي يارسول الله  أنت الأمين علمتنا أن الأمن والأمانه وجهان لعملة واحدة ألا وهي الاستقرار سواء على المستوى الدولي أو الاجتماعي أو الأسري أو الفردي ، كما علمتنا أن الأمانة ضمانة من ضمانات دخول الجنة والفوز برضا الرحمن ، وأرشدتنا إلى أن نلتزمها حتى مع غير الأمين . صلوات ربي وسلامه عليك يامن بلغت الرسالة ، وأديت الأمانة ، ونصحت الأمة ، وكشف الله تعالى بك الغمة ، وتركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .



Share To: