مِنْ وَصَايَا النَّبيّ ﷺ الجامِعَةِ النافِعَةِ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
اَلنَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَتْرُكْ خَيْراً إِلَّا دَلَّنَا عَلَيْهِ وَلَا شَرّاً إِلَّا حَذَّرْنَا مِنْهُ فَمِنْ اِتَّقَى اَللَّهَ تَعَالَى لَزِمَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ دِينِ اَلْحَقِّ وَاَلْهُدَى وَاجْتَنَبَ مَا نَهَى ﷺ عَنْهُ مِنْ اَلشَّرِّ وَالرَّدَى وَقَدْ أَوْصَى ﷺ بِوَصَايَا جَامِعَةٍ تَجمَعُ خَيرَ الدُنْيَّا والآخِرَةِ وَمِنْهَا الْوَصِيَّةُ بِالتَّقْوَى وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الوَصَايَا فَقَدْ وَصَّى النَّبِيُّ ﷺ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِوَصِيَةٍ تَجْمَعُ لِلْمُسلِمِ صَلَاحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَلْخَلقِ فَقَالَ:
اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ.
وَمِنْ أَجَلِّ مَا وَصَّانَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْحِفَاظُ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ فِي أَوْقَاتِهَا قَالَ ﷺ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
وَلَا تَتْرُكَنَّ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ مُتَعَمِّدًا" وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أُصَلِّيَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا.
وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ أَنْ لَا يَدَعَ الْمُسْلِمُ الْأَذْكَارَ الْمَسْنُونَاتِ بَعْدَ الصَّلَاةِ قَالَ ﷺ:
يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ أَنْ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ صِيَامَ النَّافِلَةِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَوْصَانِي خَلِيلِي ﷺ بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ:
صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ.
وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ مَا أَوْصَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهِ هُوَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا .
قَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا﴾
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَ.
وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ:
وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ.
وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ الْإِحْسَانُ إِلَى الْأَرْحَامِ:
يقولُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَوصاني خليلي ﷺ بخِصالٍ مِن الخيرِ وَذَكَرَ مِنهَا " وأوصاني أنْ أصِلَ رحِمي وإنْ أدبَرتْ.
وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ إِكْرَامُ النِّسَاءِ وَإِحْسَانُ مُعَامَلَتِهِنَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا.
وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ الْإِحْسَانُ إِلَى الْجَارِ وَإِكْرَامُهُ وَصِلَتُهُ وَزِيَارَتُهُ قَالَ ﷺ:
أُوصِيكُمْ بِالْجَارِ" وَهُوَ وَصِيَّةُ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ .
قَالَ ﷺ:
مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ .
وَإِنَّ مِنْ إِكْرَامِ الْجَارِ أَنْ تُطْعِمَهُ مِمَّا طَعِمْتَ قَالَ ﷺ لأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
إِذَا طَبَخْتَ مَرَقاً فَأَكْثِرْ مَاءَهُ ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ.
إِنَّ مِنَ الْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ وَالسُّلُوكِيَّاتِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي وَصَّانَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِفْظَ اللِّسَانِ وَالْيَدَيْنِ قَالَ ﷺ لأَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عِندَمَا طَلَبَ مِنهُ الوَصِيَّةَ :
فَلَا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلَّا مَعْرُوفًا وَلَا تَبْسُطْ يَدَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ" وَالْمُؤْمِنُ صَاحِبُ سُلُوكٍ مَحْمُودٍ وَطَبْعٍ لَطِيفٍ وَكَلَامٍ طَيِّبٍ وَوَجْهٍ بَشُوشٍ يَقُولُ بِلِسَانِهِ خَيْرًا فَيَغْنَمُ أَوْ يَصْمُتُ فَيَسْلَمُ لِذّا أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَحَدَ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالَ ﷺ:
لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا وَلَا تَزْهَدَنَّ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ.
وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ لِصًحَابَتِهِ إذا بعَث سَريَّةً قالَ:
اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ولا امرأةً ولا كبيراً ولا فانياً ولا مُنعزلاً بصوَمعةٍ ولا تَقْطَعُوا نَخْلاً ولا شجرةً ولا تهدِمُوا بناءً.
أَخِيراً مِنْ وَصَايَا النَّبيُّ ﷺ الجامِعَةِ النافِعَةِ القليلَةِ العِباراتِ الكَثيرةِ الفَوائِدِ والمَعاني قُولُهُ لأبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ وأحسِن إلى جارِك تَكن مؤمنًا وأحبَّ للنَّاسِ ما تحبُّ لنفسِك تَكن مسلِمًا ولا تُكثرِ الضَّحِك فإنَّ كثرةَ الضَّحِك تُميتُ القلبَ.
فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِوَصَايَا نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ عَامِلِينَ وَإِلَى الْخَيْرَاتِ سَابِقِينَ وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ ﷺ أَجْمَعِينَ .
Post A Comment: