بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي 


بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي
بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي


أرضَ الكنانــةِ ضمّــي شــاعرَ القَلَقِ

وخلصينـــي مــــن الأحزانِ والأرَقِ

وساعدينـــي لأنّـــــــي دونما وَطنٍ

ودونما هدفٍ امشـــــي على الطُرِقِ

هُمْ غرّبوني بأرضي حامـــلا وَجَعي

حالي كمُحْتَضرٍ فــــــــي آخر الرّمَقِ

أصـــــــارعُ الحزنَ والآلامُ تهزمُــني 

ويرقدُ البؤسُ فـــــي ليلي ولم يَفِقِ

يا مصرُ يا واحةً روحــــي تُسامرُها

قَدْ جئتُ مـــن بَلدِ الأحزابِ والفُرَقِ

أشدو وعزفــــــــي بــلا نايٍ ولا وَترٍ

واحبسُ الكبتَ فـي صدري بلا نُطُقِ

أدونُ الشعـرَ لا أصبـــــــــو لمنزلــــةٍ

لكنّما غايتـــــي أرقــــــى إلى الخُلقِ

وأنبــذُ الظلـمَ إنْ قـــــامتْ قيــامـتُه

فغايــةُ الظلمِ أن أمشــي علـى الزَلقِ

فكيفَ بــــي وبـلادي عــاثَ فاسدُها 

وصــــارَ يذبــــحُ شُبـانًا مــــن العُنِقِ

يا مصرُ عُذرًا إذا أعلنتُ عــــن كَــدَرٍ

فالهمُّ  يرقدُ في روحي وفــي عُمُقي

والنّاسُ فـــــي بَلدي ضلّوا بصيرتَهم

ساروا بلا أمــلٍ  فـــــي ظُلمةِ الغَسقِ

يُعلقـونَ علــــــــى الأقــــدارِ خيبتَهُمْ

ويَغرقـــونَ بـــــــلا مـــــــاءٍ ولا وَدَقِ 

ويؤمـنونَ بوغـــدٍ بــــــــاتَ يحكمُهُمْ

يُصفقـــــــــــونَ لــسُراقٍ ومُــــرتــزقِ 

ويَفرحـــونَ بدجّـــــالٍ بـــــــلا شَرفٍ

ويَرفعــــونَ بأقـزامٍ علــــــــى السَّمِقِ

ويَرسمـونَ علــــــــى خَيبــاتِهم حُلُمًا

ويُؤمنونَ بضوءٍ تـــــاه فــــي الشّفقِ

ويَرقصونَ علـــــــى طبــلٍ يُسامرُهُمْ

ويَرفضونُ تَباشيرًا علــــــى الأفُـــــقِ 

يــا مصرُ لـم يبـــــقَ عندي أيُّ أقنعـةٍ

هيهاتَ أخفي وقــد ضاقتْ ولم أطِقِ

فَكَمْ وَقفتُ علـــى الأعــوادِ أفضحُهُمْ

حتـى تَحـرَّقَ  مـــــاعندي مـن الحُرَقِ

أمشي علـــى وَجــلٍ والموتُ يَرقبُـني 

يأبــــــى مُفارقتــــــي بالليــلِ والفَلقِ

ناديتُ مـــن وَجعٌـي والقـومُ يَسمعُني 

وَكَمْ نَظمتُ وفـــــــاضَ الشعرُ كالعَبقِ  

فكيفَ أبصرُ دربــــــي حيـنَ يَحكمُني

أولادُ عاهـرةٍ عـاشـوا علـــــــــى اللَعِقِ

يـــــــا شاعرًا غـرّهُ التصفيقُ كُـنْ فَطنًا

ألستَ يــــــــا مفصـحًا بالشّاعرِ الحَذِقِ

ومـــــا اغترارُكَ والأقــــــــلامُ عــاجزةٌ

وأنتَ تصمتُ عــــــن ظلمٍ وعــــن نَزِقِ

يــا مصرُ دونتُ مــا عندي وفـــي عَلَنٍ

ألستُ عــــــن وطنــــــي بالنّاطقِ اللّبقِ

عهدًا وعهدي علـــــى الأسمــاعِ أطرُقُه

أنْ لا أساومَ فــــي حرفــي على الوَرَقِ




Share To: