الوسادة اللعينة | بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن
الوسادة اللعينة | بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن |
السلام عليكم ،
الوسادة اللعينة :
تمتصني تلك الأفكار التي تطاردني بينما أضع رأسي على تلك الوسادة اللعينة التي تلعب دوراً مُغايراً لما صُنعَت لأجله ، فبدلاً من قدرتها على تهدئة روعي وتبديد مخاوفي فهي تُزيد من قلقي وارتجافي وهلعي ، تجعلني أخشى اليوم القادم والحياة بأسرها ، لم تَعُد تحتضني ، تحتوي آلامي وأحزاني كما كانت تفعل من قَبْل ، لم تَعُد تمنحني الدفء ، الأمان ، أو تبعث في نفسي الهدوء ، صارت تُضاعِف الألم داخلي ، تُجدِّد تلك المشاعر التي أهرب منها إليها فلم أَعُد أجد الملجأ المناسب الذي يحميني من عَنت الحياة وقسوة الأيام وتَخبُّط المشاعر ، لقد كانت الحماية حينما لم أجد من البشر مَنْ يتفهمني ولكنها فقدت قدرتها على أداء هذا الدور فصرت أعاني حتى أتمكن من النوم بهدوء فقد صار القلق يتسلل إلى نفسي ويمنعني ويحول بيني وبين الراحة ، فلا عُدت قادراً على النوم ولا راغباً في الصحو ، صرت أمقت الحياة بأسرها ، أرغب في مغادرتها في أسرع وقت ممكن وما بيدي حيلة لمعرفة ذاك اليوم ولو بتوقع بسيط فهو في علم الغيب الذي لا يعلمه سوى الله _ عز وجل شأنه _ ، فلجأت إليه علَّه يُخلِّصني من كل ذاك التيه والخراب الذي عمَّ بكل أنحاء جسدي ولم يترك لي جزءاً سليماً أحيا به أيامي القادمة ...
Post A Comment: