مسح الوجه بعد الدعاء | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


مسح الوجه بعد الدعاء | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف




من المسائل المتعلقة بالدعاء مسألة مسح الوجه باليدين بعد الدعاء ، وهنا نلقي الضوء على بعض كلام العلماء عنها ..


عن عمر ضي الله عنه  قال: كان رسول الله ﷺ إذا مدّ يديه في الدعاء، لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه. 


رواه الترمذي، حديث رقم: (٣٣٨٦).


وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -ﷺ- قال: 


سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم. 


رواه أبو داود، حديث رقم: (١٤٨٥).


وقال عبدالرزاق: باب مسح الرجل وجهه بيده إذا دعا: 


عن ابن جريج، عن يحيى بن سعيد: أن ابن عمر كان يبسط يديه مع العاص، وذكروا أن من مضى كانوا يدعون، ثم يردون أيديهم على وجوههم ليردوا الدعاء والبركة.


قال عبد الرزاق: رأيت معمراً يدعو بيديه عند صدره، ثم يرد يديه فيمسح وجهه.


وقال في باب رفع اليدين في الدعاء : عن معمر، عن الزهري، قال: كان رسول الله -ﷺ- يرفع يديه عند صدره في الدعاء، ثم يمسح بهما وجهه. وفعله معمر، وأنا فعلته. 


[مصنف عبد الرزاق].


وأخرج البخاري عن وهب قال: رأيتُ ابن عمر، وابن الزبير يدعوان، يديران بالراحتين على الوجه. 


[الأدب المفرد، ص: (٦٠٩)].


وقال المعتمر بن سليمان: 


رأيتُ أبا كعب يدعو رافعاً يديه، فإذا فرغ مسح بهما وجهه، فقلت له: من رأيتَ يفعل هذا؟ قال: رأيت الحسن يفعله. 


[فض الوعاء، للسيوطي، ص: (٥٩)].


وقال الصنعاني: وفي الحديث دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الدعاء. 


[سبل السلام، (٤/ ٦١٤)].


وقال عبد الله: قلتُ لأبي: يمسح بهما وجهه؟ قال: أرجو ألا يكون به بأس.


 [مسائل الإمام أحمد لابنه عبدالله، ص: (٣٣٢)].


وقال ابن قدامة: وإذا فرغ من القنوت، هل يمسح وجهه بيده؟

فيه روايتان: الثانية يستحب؛ لأنه دعاء يرفع يديه فيه، فيمسح بهما وجهه، كما لو كان خارجاً عن الصلاة.


 [المغني، (٢/ ١١٥)].


وقال المرداوي: رواية المسح هي المذهب، وفعله الإمام أحمد، وقال المجد، وصاحب مجمع البحرين: هذا أقوى الروايتين، وقال في الكافي: هذا أولى. ويكون المسح خارج الصلاة أيضاً. 


[الإنصاف، (٢/ ١٧٣)]


وقال ابن مفلح: 


ويسمح وجهه بيديه، فعله أحمد. 


[الفروع، (٢/ ٣٦٤)]


وقال الشيخ مرعي الحنبلي: 


ويقنُتُ بعد الركوع ندباً، ثم يمسح وجهه بيديه هنا، وخارج الصلاة.


قال ابن ضويان: لعموم حديث عمر، وقوله في حديث ابن عباس. 


[منار السبيل، (١/ ١٠٩)]


وقال النووي: 


وأما مسح الوجه بعد الدعاء في القنوت، ففيه وجهان: أشهرهما أنه يستحب، جزم به الجويني، وابن الصباغ، والغزالي. 


[المجموع: (٣/ ٤٩٩)].


وقال النفراوي: 


ويستحب أن يمسح وجهه بيديه عقب الدعاء، كما كان يفعله رسول الله ﷺ. 


[الفواكه الدواني، (٢/ ٢٣٥)].


وفي الفتاوى الهندية: 


وكثير من مشايخنا اعتبروا مسح الوجه بعد الدعاء، وهو الصحيح، وبه ورد الخبر.


 [الفتاوى الهندية، (٥/ ٣١٨)].


وقال الشيخ ابن باز: 


مسح الوجه بعد دعاء القنوت مستحب؛ لما ذكره الحافظ في البلوغ أنه ورد في ذلك عدة أحاديث مجموعها يقتضي أنه حسن.


قال محقق الفتاوى الشيخ محمد الشويعر: 


سؤال شخصي أجاب عنه الشيخ في: ١٢/ ٩/ ١٤١٩ هـ. 


[الفتاوى، (٢٦/ ١٤٨)]


وقال الشيخ صالح فوزان: 


من مسح فلاينكر عليه، ومن ترك فلاينكر عليه، فالأمر واسع.


وقال الشيخ ابن جبرين: 


ورد المسح بعد الدعاء في حديث فيه ضعف، ولكن له شاهد من طرق أخرى، ويعمل بذلك، فقد حسنه ابن حجر في البلوغ، وتبعه الشارح، ويمسح بعد القنوت أيضاً، وهو يعم، فيكون المسح خارج الصلاة وداخلها.


وقال الشيخ ابن عثيمين:  


ﻓﺎﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻻﻳﻤﺴﺢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻﻧﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﺴﺢ؛ اﻋﺘﻤﺎﺩاً ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﻮاﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؛ ﻷﻥ ﻫﺬا ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺎﺱ. 


[لشرح الممتع، (٤/ ٤١)].


وقال الشيخ حماد الأنصاري: 


مسألة مسح الوجه باليدين بعد الدعاء، فيها ثلاثة أحاديث تصل إلى درجة الحسن. 


[المجموع في ترجمة العلامة الأنصاري، (٢/ ٤٨٧)].




Share To: