قصة بعنوان "ولنا ميعاد يا أمي " بقلم الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي



قصة بعنوان "ولنا ميعاد يا أمي " بقلم الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي
قصة بعنوان "ولنا ميعاد يا أمي " بقلم الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي



إنقطع حبل وصالنا 

تماما مثل إنقطاع سراتنا عند وضعنا 

أظن أنك من ذلك اليوم إنفصلتي عنا جسدا و وجدانا

مستخفة بوجودنا 

غير آبهة بنا 

ما ذنبنا ؟ 

أ تلوميننا على ذنب إتباع شهوتك ! و التي إتخذتيها عادة إلى حد العبادة ! 

متجاهلة لنا و كأننا نكرة 

نحن مثلك لو كان بإستطاعتنا لما أتينا إلى الوجود 

لكن القدر زرع بنطفتنا ... 

أنت ، أنت لم نعهدك هكذا كنت بنظرنا مثالية 

لا تشبهين و لا تتشبهين بأحد 

كنت سندا لنا في وحدتنا 

نورا في ظلمتنا 

ملجئنا وسط شبه الديار 

كنت دفئ بردنا 

لكنك اليوم أضحيت عكس ذلك 

أصبحت نقمة بعد أن كنت أكبر نعمة 

لماذا هذا التغير المفاجئ ؟ 

أريد تفسيرا ! 

هيا برري لنا لماذا ! لماذا ! 

وجدنا الحنان عند الجيران 

أشبعوا رمق جوعنا 

لكن جوع أسئلتنا و إنتظارنا لم يستطيعوا تسديده 

ننام كل ليلة و لسنا بنيام 

جرحنا مستيقظ ينتظر تضميدك...

منتظرين رجوعك و إعتذارك عن تأخرك 

هيا ألن تأتي ! 

لا تخافي لن نعاتبك 

سنغرس بأذهاننا أنك هجرتنا لتقتاتي 

و نغلق مسامعنا عن كلام الناس 

فقط عودي .. يكفي كل هذا الغياب 

فنحن لك نشتاق

إننا نتظاهر بالبرود ، متصنعين الضحك و اللعب 

لكننا لسنا كذلك فنارنا مشتعلة 

فقط عودي و أخمديها 

على علمنا بحنية قلبك مالذي تركه أصلب من الحجر! 

هل سببه وضعنا المادي؟ أم غياب أبي عنا ؟ 

و مهما كانت الأسباب فنحن تعاهدنا على مساندة بعضنا البعض و أنت خنتي العهد !!

أتعلمين ما أنس ليالينا ! 

صوتك ... 

نعم صوتك كان صدى ليالي السهر 

 و طيفك كان غطاءا لأجسادنا الهزيلة بهذه الغرفة المترهلة و نجما ينير ظلمتنا ، مشعا حنان 

مترجين له بقائه معنا و أن لا يختفي مثل ما إختفيت أنت و تركتنا مشتتين مثل عصفور هجرته أمه و هو لا يعرف للتحليق معنى و نحن لا نعرف عن المسؤولية شيء 

و لكن مهما طال الغياب فلنا ميعاد قريب أم بعيد لا نعلم 

و كل ما أعلم أننا سنلتقي في عالم الوجود أو المثل 

لا يهم ... 

و لكن إعلمي سيكون لقائا في أوله أحضان و وسطه عتاب و آخره هجران ......





Share To: