قضية الأقصى هي قضية الأمة الأولى | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


قضية الأقصى هي قضية الأمة الأولى | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
قضية الأقصى هي قضية الأمة الأولى | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 



قضية الأقصى هي قضية الأمة الأولى في صراعها مع عدوها اللدود اليهود ومن وراءهم من العالم الغربي الصليبي.


وستبقى قضية الأقصى محطّ اهتمام كلّ مؤمن بالله، صادق الإيمان، وفي قلب كلّ متّبع لنبي الله صلى الله عليه وسلم فالأقصى هو قبلة المسلمين الأولى ، صلى إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أثني عشر شهرا ؛ وهو ثاني مسجد وضع في الأرض لعبادة الله وتوحيده ، كما في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال: 

قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ 

قال: المسجد الحرام ، قلت: ثم أي؟


قال: المسجد الأقصى ، قلت: كم بينهما؟


قال: أربعون سنة .

 

وبيت المقدس وما حوله محشر خلقه ؛ فإلى بيت المقدس يعود جميع الخلق وهناك يحشر الخلق ؛ ولذا جاء في الحديث أنها أرض المحشر والمنشر ؛ فهو البيت الذي عظمته الملل، وأكرمته الرسل، وتليت فيه الكتب الأربعة المنزلة من الله عز وجل الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن .


فإذا نسي المسلمون تلك المكانة الرفيعة لتلك البقعة المباركة، فإن المولى سبحانه قد تكفل بحفظها وإعادتها إلى حياض المسلمين، وسيبقى المسجد الأقصى منارة من منارات الإسلام الشامخة طال الزمان أو قصر.


إن فلسطين تاريخاً وأرضاً ومقدسات ومعالم هي إرث المسلمين، إرثٌ واجب القبول، متحتم الرعاية لازم الصون .



إن قضية فلسطين وغزة قضية إسلامية قبل أن تكون قضية عربية، أو فلسطينية وطنية محلية. 


إنَّ الدفاع عن غزة واجب شرعي على الأمة الإسلامية ويجب على علماء الأمة ودعاتها العمل الجاد على توحد المسلمين شعوبًا وحكومات، لتحقيق هذا الواجب الشرعي ونصرة إخواننا في غزة ، ولا عذر لأحد إذا فرَّط غيره في هذا الواجب الشرعي سواءٌ على ‏مستوى الحكومات، والأفراد والجماعات والعلماء.


ومن الواجب ‏على العلماء فضح مخططات العدو اليهودي في فضح جرائم اليهود ومجازرهم ضد الشعب الفلسطيني ، وتعريف الرأي العالمي فيما يفعله الإحتلال هناك .‏  


والواجب على المسلمين اليوم أن يهبوا لإنقاذ إخواننا في غزة وهم يرون ما يفعله اليهود الصهاينة في غزة والدفاع عنهم بكافة الوسائل وهذا واجب عقدي وديني .


ويجب علينا اتخاذ مواقف جادة وصريحة لا تقبل اللبس ولا التأويل ممن يعترف بشرعية الكيان الصهيوني الغاصب، وإصدار الفتاوى في بيان الحكم الشرعي فيمن يطبع مع العدو الصهيوني أو يتعاون معه أمنيًا أو ثقافيًا وممن يلمح أو يصرح بإمكانية التنازل عن جزء من الأرض في مقابل إنشاء الدولة المزعومة .


يجب على كل مسلم أن يحملَ عب‏َء قضية فلسطين وما يحدث فى غزة لأنها قضية كل مسلم، وذلك عبر الحديث عنها في وسائل التواصل الاجتماعي. 


كما يجب على كل مسلم تأييد حركات المقاومة في الأرض المباركة أرض فلسطين، ودعمها بكل أشكال الدعم سواء كان دعم مادياً أو معنوياً، وكذلك تعريف الناس بدور هذه الحركات المجاهدة في حماية المسلمين ومقدساتهم في الأرض المباركة وأنهم مرابطون على الثغور .


يجب على كل مسلم أن يكون لديه يقين كبير بأنَّ وعد الله تعالى قادم وقريب جدًا


إن القدس وفلسطين كلها ليست للفلسطينيين وحدهم، وإن كانوا أولى الناس بها، وليست للعرب وحدهم، وإن كانوا أحق الأمة بالدفاع عنها؛ وإنما هي لكل مسلم أيًا كان موقعه في مشرق الأرض أو مغربها، في شمالها أو جنوبها، حاكمًا كان أو محكومًا، متعلمًا أو أميًا، غنيًا أو فقيرًا، رجلًا أو امرأة، كل على قدر مكنته واستطاعته.


 ولهذا تجد دائما ً مصر عبر تاريخ القضية الفلسطينية بموجب دورها الريادي في المنطقة وبما تحمله من حب وود للشعب الفلسطيني في كافة أطوار القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك على توحيد الجهود وإذابة الفوارق وحل الخلافات وجمع الشمل وتوحيد الصف لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وإنهاء المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج جراء الظروف الشديدة والقرارات التعسفية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني يوميا بسبب الاحتلال .


يجب على كل شعوب العالم العربي والإسلامي وعلى شعوب العالم الحر تقديم الدعم الكافي ماديا ومعنويا من أجل التغلب على الظروف القاسية التي يعاني منها إخوتنا وأحبتنا في فلسطين الشقيقة وخصوصاً غزة حتى تزول عنهم المعاناة .


إن القضية الفلسطينية سوف تظل حية راسخة ماثلة في قلب كل عربي وفي وعي كل مسلم، وأن المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين، سوف يظل حيا في قلب كل عربي وكل مسلم، وسوف يبقى ركنا ركينا من أركان الهوية العربية والإسلامية وذلك لما يمثله المسجد الأقصى المبارك من قيمة حضارية ورمزية دينية وقداسة إسلامية لدى عموم المسلمين .

يجب علينا أن نتواصل وأن تتوحد جهودنا، من أجل العمل على تحقيق هذه الغاية الشريفة، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .


إن ما تقوم به المقاومة في قطاع غزة لدفع عدوان المعتدين على المسجد الأقصى وعلى كل شعبنا في فلسطين، هو جهاد مقدّس وهو ذروة سنام الإسلام .

قال تعالى :


انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ


[التوبة: 41].  


اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، وألف بين قلوبهم، ووحد صفوفهم اللهم آمين يارب العالمين.




Share To: