لَا يَزَالُ الْمَرْء بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


ا يَزَالُ الْمَرْء بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
ا يَزَالُ الْمَرْء بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 

 


اعْلَمُوا أَنَّ الْعُمُرَ أَيَّامٌ، وَأَنَّ الدُّنْيَا مَعْبَرٌ، وَفِي تَعَاقُبِ شُهُورِهَا عِبَرٌ، وَفِي انْقِضَاءِ سَنَوَاتِهَا فِكَرٌ، وَلَنَا بِمَنْ قَبْلَنَا أُسْوَةٌ، وَفِينَا لِمَنْ بَعْدَنَا عِبْرَةٌ :

 

وَاتَّقُوا يَوْمًا ‌تُرْجَعُونَ ‌فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

 فلاتغرنكم الحياةُ الدنيا ولايغُرّنكم بالله الغَرور.


 إِنَّ الْمَرْءَ لَا يَزَالُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ، وَكَانَتِ الْمُحَاسَبَةُ مِنْ هِمَّتِهِ، فَالنَّفْسُ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ (إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي)، وَإِنَّمَا تَرْقَى دَرَجَتُهَا بِالْمُحَاسَبَةِ:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ


 فالْفَطِنُ مَنْ رَاقَبَ نَفْسَهُ وَحَاسَبَهَا عَلَى مَا فَاتَ، وَنَظَرَ فِيمَا ادَّخَرَهُ لِمَا هُوَ آتٍ. 


قَالَ عليه أفضل الصلاة وازكى السلام: 


مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ ‌فَلَا ‌يَرَى إلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، ‌وَيَنْظُرُ ‌أَيْسَرَ ‌مِنْهُ فَلَا يَرَى إلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ.


 فَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا؛ فَلْيَكُنْ فِي حِسَابٍ مُسْتَمِرٍّ لِنَفْسِهِ، مُسْتَدِيمًا طَلَبَ مَا فِيهِ رُقِيُّهَا، وَاسْتِدَامَةُ سَعَادَتِهَا؛ وَلْتَكُنْ ثِقَتُهُ بِاللَّهِ ثَابِتَةً لَا تَتَزَعْزَعُ، وَطُمُوحُهُ نَحْوَ الْمَعَالِي لَا يَتَوَانَى، بِإِرَادَةٍ وَتَفَاؤُلٍ، وَأَمَلٍ وَسَكِينَةٍ، وَطُمَأْنِينَةٍ وَبِرٍّ.


وقد قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: 


الْبِرُّ ‌مَا ‌سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ.


 تَمْضِي السَّنَوَاتُ مِنْ حَيَاتِنَا وَتُطْوَى، وَقَدْ سُجِّلَتْ فِيهَا أَعْمَالُنَا، وَدُوِّنَتْ فِيهَا أَقْوَالُنَا وأَفْعَالُنَا(عِنْدَ رَبِّي ‌فِي ‌كِتَابٍ) وَصَفَهُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ: 


لَا ‌يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا


فَمَا أَحْرَانَا أَنْ نَجْتَهِدَ فِي أَدَاءِ مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا من العبادات، وَنُحْسِنَ إِلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ، بِحُسْنِ مُعَامَلَتِهِمْ، وَأَدَاءِ حُقُوقِهِمْ، وَعَدَمِ ظُلْمِهِمْ.




Share To: