حكاية جيل الإعاقة و اللعاقة |  بقلم الكاتب والفنان التشكيلي/ ذ. شكيب مصبير


حكاية جيل الإعاقة و اللعاقة |  بقلم الكاتب والفنان التشكيلي/ ذ. شكيب مصبير

حكاية جيل الإعاقة و اللعاقة |  بقلم الكاتب والفنان التشكيلي/ ذ. شكيب مصبير





يشكو كثير من الاباء  تصرفات بعض أبنائهم  أو  معظم أبنائهم  ، كل واحد و له حكاية ، فتعددت الحكايات و كثرت الشكاوى و تنوعت و اختلفت من أسرة لأخرى  ، و كلهم يرغبون في إيجاد الحلول المناسبة و الناجعة ؟ كيف لهم بحلول ناجعة تجعل من أبناء هذا الجيل جيل يتحرك و يتفاعل و ينتج و يعمل عوض السكون و الخمول و طلب "اللعاقة" أي المال و التعلق بالأحلام  والأوهام دون عمل أو حركة و هذا حال لسان كل واحد منهم وحكايته التي رووها كالاتي :  


" ابني يسهر ليله  و ينام نهاره ، إن طلبت منه خدمة تلكأ و سوف و تماطل ، و يكون الحل هو انني اخرج لشراء مستلزمات البيت  و أنا كلي حسرة مما أشاهد ، في حين ان كان له طلب  و هو الحصول على المال "اللعاقة"  ، فيتغير حاله و يصبح خدوما و صبورا وودودا  بل و مرضيا عنه يقبل اليد  من الجهتين …"

"اولادي يسهرون الليل كله و مع شروق الشمس يعودون لفراشهم فينامون نوما عميقا و لا يستيقظون  ويتناولون فطورهم على مقربة من غروب الشمس ، فإذا طلبت منهم  خدمة  عبر المناداة عليهم من أمام أبواب غرفهم لا يجيبون و   يصطنعون الهدوء الكاذب ، و بعد استيقاظهم يتجهون فورا للمطبخ لأكل ما بقي من فطور،  وقت الظهيرة أو ما بعد العصر ، و بعدها تبدأ عملية تقبيل الأيدي لطلب نقود ينفقونها فيما يجعلهم يعيشون احلام اليقظة …

" ابني  و بنتي كل واحد منهما له عالمه الخاص ، ابني منخرط في سماع أغاني تتحدث عن الهجرة و الظلم و التهميش ، و بنتي تقوم بلايفات عبر نشر ترهات أغاني و مستحمضات  يمجّها الذوق و هي فرحة بما تفعل ظنا منها أنها نجمة متأثرة بما ينشر و يجلب المال ، و حلمها هو  هجرة نحو الديار الخليجية و ان لم يتحقق فنحو الديار الأوروبية " 

نعم أصبحنا نعيش واقعا مرا يستوجب معالجته  من خلال إعادة النظر في برامج التعليم و الإعلام بجميع تلاوينه و تعميم ثقافة القدوة الحقيقية  من أمثال الذين حققوا وجودهم في عالم العلم و الثقافة و النجاحات عبر مشاريع تساهم في التنمية  ، و إعادة إعطاء الأولوية للتعليم و الاستاذ و الاهتمام بدور الاسرة في بناء شخصية المواطن و فتح أوراش تهتم بالرياضة و المسرح و الفن  و حجب مواقع الفشل  التي تروج للميوعة و محاربة أفلام الدبلجة التي ضيعت الاسر  ووضع رقابة على التفاهة عموما  حفظا لما تبقى من قيم   


هنا تكون حكايتنا قد انتهت و في انتظار حكاية اخرى لكم مني كل التحية و التقدير 



Share To: