حكاية : زوجتي عرفتني  رجل حقوقي فحرمتني من كل حقوقي | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي/ ذ. شكيب مصبير


حكاية : زوجتي عرفتني  رجل حقوقي فحرمتني من كل حقوقي | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي/ ذ. شكيب مصبير
حكاية : زوجتي عرفتني  رجل حقوقي فحرمتني من كل حقوقي | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي/ ذ. شكيب مصبير



ركبت سيارتي كعادتي كل صباح يوم أحد، و توجهت نحو المقهى المفضل عندي قرب الشاطئ لتناول وجبة فطوري، فلما نزلت من السيارة سمعت صوت خطوات تتبعني من وراء، فلما أخذت مكاني مستقبلا البحر و متتبعا بداية شروق الشمس وهي اللحظة التي تمتزج فيها روحي بروح الكون الذي جزء منه يخترقني و اخترقه فيحل في داخلي و أحل في داخله فيقع التزاوج فنصبح شيئا واحدا كنظرية الحلول الصوفية، في تلك  الأثناء شعرت  بيد فوق كتفي،  فالتفت لأرى من كان ورائي، فإذا به رجل لم أتعرف عليه،  فبادرني بالتحية و رددتها عليه بمثلها، فقدم لي نفسه و دون أن يترك لي فرصة أن أعرفه بشخصي، استرسل في كلامه دون انقطاع : نعم اعرفك انت من كتبت حكاية عني و لم تأخد بوجهة نظري و اكتفيت بما قالته زوجتي عني، و انت الذي تعرف أن القاضي يسمع من شخصين و بعد ذلك يصدر حكمه ؟ فأجبته : يا سيدي أنا لم أصدر حكما و إنما حكيت حكاية زوجتك التي روت ما روت ، و بدوري اكتفيت بتدوين ما قالت و نشرته دون زيادة و لا نقصان ، و بما انك الان حضرت فلم لا تدافع عن نفسك ، وتحكي حكايتك كما حكت هي، و نترك للمتابعين اصدار حكمهم ، أما أنا فلست قاضيا يصدر أحكاما ، فأنا مجرد كاتب أكتب ما يختلج في نفسي و أراه صالحا للنشر للعبرة و العظة ، 

لذا أطلب  منك أخد الكلمة مشكورا : " يا سيدي الكاتب إن زوجتي  هي أول إنسانة أحبها قلبي بل هي أول من ملكت وجداني و سلبت مني عقلي و كانت هي كل شيء في حياتي ، كنت أراها في كل شيء ، أراها في يقظتي و في منامي ، و حبي لها حبا عذريا لم أتصور  في يوم من الأيام  أن  يذبل حبنا كما تذبل الورود بعد الاهمال ، بل لم أتصور في يوم من الايام أن  بحر حبنا سيصبح صحراء قاحلة ،  لقد عقدنا قراننا بداية و سافرنا و تجولنا و حلمنا بما يحلم به كل حبيبين و شيدنا قصورا و بنينا مدائن و أنجبنا أطفالا و كل ذلك و نحن نحلم و نخطط لمستقبل حبنا ، بل تواعدنا على أن نحافظ على حبنا بل نجعله يتجدد بكل ما أوتينا من قوة ، و لكن مع مرور الايام و الاسابيع و الشهور بل و السنين ، تغير كل شيء ، أصبحت زوجتي مهتمة بداية في  اجراء محادثات مع بعض افراد أسرتها و صديقاتها  تستمر لساعات  بل  تمتد مكالماتها إلى وقت متأخر من الليل ، كم مرة انتظرتها في غرفة النوم ، ومن شدة التعب كنت أخلد للنوم ، ثم لا  أشعر بوجودها إلا عند استيقاظي من النوم لأذهب إلى العمل ، بل هي لم تكن تكلف نفسها  تهييء وجبة فطورنا فأفعل أنا ذلك ، و كنت في كل مرة أحذرها مما هي فيه و كانت تأخذ الأمر على محمل  الهزل ، ومضت الشهور و لما دخلت في شهورها الاولى من الحمل استبشرت خيرا و قلت مع نفسي لعل الحمل سيغير من طبعها ، و لكنها طلبت حضور والدتها معنا في بيت الزوجية لكي تساعدها في أعمال البيت ، و استمر هذا الأمر إلى ان  وضعت حملها ، و كنت في كل مرة أجد لها الأعذار ، و لكن بعد الولادة أصبحت تهتم بطفلتنا الاولى ووقع نفس الشيء مع طفلنا الثاني و كانت تطلب مني ان ابيت في غرفة الضيوف لكي لا انزعج بصراخ بنتنا بنتنا بداية و ابننا ثانيا  فرفضت الفكرة رفضا قاطعا و لكنها كانت مصممة على قرارها  ، بل هددت إن لم أفعل ستذهب لبيت والديها ، فرضخت لطلبها لسبب بسيط هو حبي لها ، و لكن وجدت نفسي في بيت الزوجية الذي يجمعنا كما مهملا ، و هنا جاءت فكرة   السهر مع أصدقائي.  ، لعلها تعاود النظر في طريقة تعاملها معي ، بل هي حبذت الفكرة و أصبحت هي من تطلب مني السهر مع أصدقائي !!! فمنذ ذلك الوقت لم أجد معينا أو مساعدا رجل أو امرأة من اقربائها او معارفها  ينهوها عما هي فيه من أخطاء  ، فبدأت أفكر  جديا في إنهاء العلاقة الزوجية التي تجمعنا ، نعم سيدي الكاتب أشعر في هذه اللحظة انك تريد أن تعاتبني بقولك و هل كنت فتحت حوارا معها لتدرك خطورة ما فعلت و كانت تفعل ؟ ، فأجبته بقولي نعم ، هذا ما كنت  سأطرحه عليك ، فاسترسل قائلا : نعم طرحت معها الموضوع و كانت تتهرب منه  ، بل سارعت إلى إخبار والديها  بل وجدتهما متضامنين معها ، و مع صديقاتها فكن يتخوفن من ردة فعلها ، وخاطبته بسؤال  آخر و قلت له أين موقع ولديك ؟ فأجابني أنهما كانا يقضيان يومهما مع جديهما ، و في نهاية الأسبوع  كنت أذهب إلى بيت والديها لأحضرهما لبيتنا ، و كل هذا خلق لدي اضطرابا نفسيا فأصبحت كثير السفر و كثير السهر ،  بل جلست مع نفسي  و طرحت هذا السؤال ما انت فاعل في كل ما وقع ؟ فكان الجواب هو انهاء العلاقة لكي ارتاح ، و وقع المحظور فوقع أبغض الحلال عند الله الطلاق " 

هنا تكون حكايتي قد انتهت ، و في انتظار حكاية  اخرى اترككم و اترككن في أمان الله وحفظه

محبكم ذ. شكيب مصبير



Share To: