منمنمات الجمر والرماد نفث(3)| بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح
منمنمات الجمر والرماد نفث(3)| بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح |
نفث(3)
ملوك أرجحات الخطوات المثقلة بين كتفي الغبار في حياة لا تعرف فينا سوء آلام مبرحة، وسؤال يطيل في ذاكرة الواحد منا، هل تكنس حياة ما نمر به من لسعات الرصاص الجاثمة على كتاب القدر!
غبار يتملك ضيق الحال وفرقة المشاعر بين انسكابات ثقب مغامر يكتشف كم هي الحياة خائنة!
أحاديث الغبار تندسّ في خفاء تحت العظم، ثبات في اشتعال هواء متمرد يحتاج إلى شيء ثالث، يشغل تلك الأحاديث التي تحضر في العلن.
سلوك الغبار هو ما يحتم عمل الرئتين، والرئتين عاشقتان للشهيق والزفير دون حاجة لتوزيع الصوت بينهما.
أراني منهكا في تعبيد مفترقات الضلوع التي تتناوش حيث الانفتاح والانغلاق.
لا يمكن أن نعلق إعلان النسيان في المنفى، أو نباغت السلم في حالة إعلان حرب دون أن تصل الصوت بالصورة، أو نوضب حركة الذهاب والإياب في رؤوس غيورة تليق بطوق النجاة.
حين أصل للنفخ في الأرواح يسطع قائل: "لماذا يرقد القطار بعد صفارة الإقلاع!"
لا مكان لإذابة شمع اليقظة، وخلف كل شمعة بهتان لانقضاض أمنية الوصول، الرهانات تمسك وشوشة الضد من الضد للمحلق في سماء الفضاء.
أيكون شيئا من اللاشيء أو هو اللاشيء من الشيء!
الرهانات عليها أن تسجل هامشا من الكذب والصدق والمعاينة والمعاندة والأخذ والعطاء والإتيان والإذهاب الرخيص أو الغالي، كل هذه الأخيلة المغناة هي تفاصيل من أحاديث ماقبل تململ الرماد.
مابين الجبل والسهل تواصل لذكاء اصطناعي، يحمل معنى الهروب نحو البوصلة الثنائية لطرفي المتاهة.
يخيل إليّ أن دفؤات القلوب تتناوب على فلترة الاحتياجات الرئيسيىة للنبض، وحيث كان النبض كانت حرارة الفراغ، تنتحل مرة حرارة الزيتون أو برودة البرتقال، وحيثما تلاقى كل منهما، صار دليلا على صوت نادئ، يقال أنه نشب من احتراق رحم الأرض في سابع القوس والسهم.
القلب والسهام والقوس، وأنا رابعهم في تراكم المستقبلين لفاجعة الغياب، من يملك إدامة الفراغ في خيط لظم إبرة دون عين!
النهارات سريعة الإغماء، خفيفة الارتواء من افتقار اللهاث نحو آخر منحنيات الحنين.
أراني ذاك الخاتم لكل الحكايا، والكاره لجمع التناقضات في متاهات التحول والإلغاء، لقرع الهادئ من تناغمات استنشاق رسل دوائر الأرواح الصحراوية أو تلك التي تلوح في واحات الترقب للمد والجزر، ولا بد من أن يكون كل هذا الاقتصار بين جهتين متنافرتين، ليحدث الانجذاب في تسلق أو النزول لحياة ما بدء من استباق جرف الرمال!
من يصدق أن القواقع أغارت على شرق الصحراء المتمتم لبحر التمني في سماء ثقب بفراغ قوس وقاع!
أراني كمرضعة الغيم لنوافل الصلاة، وكبطن مستأجر ليحمل ما أراقه سهم في رحم من زجاج، قبل أن يتهشم في ظل تكسر لصفائح للدم فوق الحمراء.
أراني مهشما من كثرة الإشارات المرورية التي تزخر بها قاعة محكمة العدل العليا الدولية التي صنعت من زجاج التحالفات الخرقاء.
الرابحون هم القضاة وموظفو التنظيف وقارعو الجرس وناقلو الأخبار، ومذيعو اللقطات الرتيبة التي لا يتابعها أحد.
ليسوا سوى أطفال يمثلون دور الحكماء أمام لعبة التمني، لا بد لفيض الأمنيات أن يجلس قبالة الزجاج حتى يرمى تهشم الحقيقة كلما احمرت عين وأريق دم!
أراني ذلك المجهول الذي أخرج من تحت يديه مصباح علاء الدين، كي أخطّ مايسمى حنين الأوردة لصقيع المجهول قبل سقوط آخر حصن لمجرة كانت واسعة باتساع لحظة السقوط!
19-5-2024
غزة المحتلة
طلعت قديح
Post A Comment: