تحدي الحياة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


تحدي الحياة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
تحدي الحياة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 

السلام عليكم ، 

تحدي الحياة : 

يُخال للبعض أن الحياة قد تتوقف عند بعض المحطات نظراً للمرور ببعض العثرات أو الصعوبات ولكن هذا محض أوهام لا أساس لها من الصحة أو دليل على مصداقيتها سوى ذاك الخيال الشطط الذي يهيم بنا في عالم وهمي ويُهيئ لنا وقوع الأسوأ بينما تنتظرنا الدنيا بربيعها الفتَّان الذي يُعوِّضنا عن كل ما اعتقدنا ضياعه أو تبدده من بين أيدينا وكل ما في الأمر أنه لم يكن من نصيبنا أو مكتوب لنا من البداية ، فالسعي مطلوب ولو كانت نهاية الأمر الرفض أو التراجع أو خلافها من الأشياء التي تَبعَثُ على الضيق والاشمئزاز لدى ضعيفي الإرادة فلا بد أنْ نعلم أنها تسير بمشيئة الله وكل أمور الدنيا تتحقَّق بإشارة منه ودعوة خالصة من المرء وإلحاح شديد وقت الدعاء ، ورغم تفاوت العقليات في هذا الشأن إلا أنَّ النتيجة واحدة ، محسومة من قبل أنْ نأتي للدنيا أو نخوض السباق أو المعركة ، لذا علينا أنْ نرضى بكل ما هو مُقدَّر لنا حتى لا نقضي الحياة في تعاسة وشقاء لا يكاد ينتهي إلا أنْ يبدأ من جديد إنْ فَقَد المرء عزيمته ورغبته في المواصلة ، فعسى أنْ تكون المرحلة الجديدة والتجربة الفريدة التالية هي الأصح والأنسب لنا وقد تضيع منا بفعل عدم ركضنا وراءها والتشبث بها والسعي للحصول عليها بكل ما أُوتينا من طاقة وإصرار وجَهد ، فقوة المرء تظهر في تلك اللحظات المَريرة التي تصفعه الحياة بها وقد يَهوَى إنْ فَقَد عزمه وسيطر عليه اليأس والإحباط أما إنْ تمسَّك بتلك القوة مكَّنته من الاستمرار في أي درب آخر قد يُودي به لمصير مُغايِر لم يكن ليفكر أو يحلم به ذات يوم ، فعلينا أنْ نواصل المَسير حتى وإنْ كانت الرياح عاتيةً في بعض الأوقات فتلاطم الظروف يُشبه كثيراً تلاطم موجات البحر فيعقُبها هدوء وصفاء لم يكن يتخيله أحد وتسير المياه بكل سلاسة وتبعَث السعادة في نفس كل مَنْ يَرمُقها ولو من على بُعْد ، فكُنْ كموج البحر لا تمنعك الظروف مهما أَحلَكت من الاستئناف من جديد فعلَّك تجد فرصتك في مكان آخر لم يخطر لك ببال ولا تُثبِط طموحك مهما خذلتك الحياة في بعض الأحيان فبعض الفرص تُسنَح لك حينما تتوقف عن السَأم والتذمُّر وترى الدنيا بشكل مختلف وتُغيِّر منظورك نحو كل الأمور فإنْ لم تحاول أنْ تفعل ذلك قد تبتلعك دوامة وتظل تجرفك إلى حيث لا تُريد ووقتها لن تتمكن من العودة أو الوصول للشاطئ وتظل مُعلَّقاً هكذا لا أنت تصل لما تبغى ولا أنت في بداية الطريق الذي تَشرُع منه قصتك الجديدة في تحديك مع الحياة ...




Share To: