احك يا شكيب "أنتِ طليقتي و ستبقين ملك لي " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب "أنتِ طليقتي و ستبقين ملك لي " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير |
بعدما عاشا حياة طيبة ، أنجبا أطفالا ، كانا على أحسن ما يرام ، كان التزاور بين أفراد عائلتيهما غير منقطع في الاعياد و المناسبات ، كان الاطفال يفرحون فرحا ما بعده فرح لأن فرصة الاعياد و المناسبات هي فرص التلاقي والمشاركة في اللعب و الاقتراب من بعضهم و تبادل الافكار و الحكايات و هي كذلك كانت فرص للكبار للاطمئنان على احوال بعضهم البعض ، و تبادل الاحاديث و معرفة أحوال كل واحد داخل و خارج الوطن ،
و شاءت الاقدار أن يفترق الزوجان لسبب لم يكن مدعاة طلاق و هدم لبيت وعش الزوجية ،دب اختلاف بسيط بسبب كلمة في لحظة غضب تحول لصراع وخلاف ، فقرر الزوج مغادرة بيت الزوجية و العيش مع صديق له ، و في لمح البصر و سرعة البرق تزوج من سيدة أخرى و لم يكن مر على طلاقه سوى ثلاثة أشهر، فرح منتش بما أقدم عليه ، في حين كانت مفارقته قبل ذلك قدمت له اعتذارا و طلبت منه الصفح و العفو ، و لكنه ركب غروره و رفض ، و بعد تسلمهما الاذن بالطلاق من المحكمة و قبل التوجه نحو العدلين لتوثيق طلاقهما ترجته ثانية و اعتذرت له مجددا و لكنه كان مصمما على قراره ، فبكت بحرقة و وقعت على وثيقة الطلاق بل نزلت عليها عبارة انت طالق كالصاعقة كاد يغمى عليها من هول ما سمعت ، فافترقت العائلتان أيضا لم يعد بينهما تزاور و لا تجانس بل أصبح تدابر و تنابز
و بعد مدة قصيرة بعد زواج مفارقها أب أولادها جاءها خاطب يطلب يدها من والديها فوافقت و تزوجت ،
و لما علم المفارق بخبر زواجها جن جنونه و انفعل و اصبح كالديك المذبوح غاضبا مزمجرا لا يستقيم الكلام في فمه ، كما عبر أحد أقاربه اثناء حضوره معه لما سمع بالخبر ، فأصبح يردد كلاما من قبيل :"لماذا فعلت ما فعلت ؟ و تزوجت و لم تفكر في اولادنا انها قمة الانانية منها " و نسي انه هو من تعجل و تسرع و تزوج و لم يمض على طلاقهما سوى ثلاثة أشهر ، فذهب للبحث عن اسم الزوج و البحث عن عقد الزواج بعلة اسقاط النفقة دون إسقاط الحضانة، بالفعل أسقط نفقة الأولاد ومنذ ذلك الحين لم يكلف نفسه زيارة أولاده و لا حتى فكر في ان يعيش معه أولادهما كما يفعل الغير ، فطلب إسقاط الحضانة و النفقة لا يكون في كثير من الاحيان طلب بحسن نية ، فمن المتفارقين من يجعل اولاده يعيشون مع والديه ضدا في مفارقته و لا يراهم إلا لماما من كثرة سهره أو انشغاله بزوجته الجديدة ، و منهم من يبتز مفارقته لكي تتنازل له عن مبالغ مالية ليتنازل لها هو بدوره عن مطلب اسقاط الحضانة ، فالاصل هو عندما يفترق الزوجان فكل واحد يصبح حرا في حياته لان الزواج هو في أصله زواج يكون فيه الرحمة و المودة لتحقيق السكينة و لم يكن تملكا اثناء فترة الزواج أو ما بعد الطلاق …
اذا علم المتفارقان هذا فليحافظا على زواجهما بما أوتيا من حكمة و صبر و ان تعذر الاستمرار فلا سلطة لاحدهما على الاخر، بل عليهما ان يقبلا بالوضع الجديد لكل واحد منهما ، و لا ينسيا الفضل الذي كان بينهما احتراما و تقديرا للعشرة و للاولاد الذين أنجبوا
وهذا ليس ببعيد عنا و نحن نراه مع المتفارقين في بلد الغرب فلنرتق بسلوكنا حفاظا على ود سابق و محبة كانت
ذ شكيب مصبير
Post A Comment: