احك يا شكيب : "رقص على جرح " يمهل و لا يهمل " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : "رقص على جرح " يمهل و لا يهمل " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : "رقص على جرح " يمهل و لا يهمل " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير



الراقصون على الجراح هم فئة من الآدميين يتلذذون بآلام الآخرين ، يفعلون أفاعيل يستحيي منها الشيطان و أعوانه ، يدمرون قلوبا و يشتتون أسرا و ينتشون بما فعلوا و يفعلون ، إذا رأيتهم ظننتهم ملائكة و لكن بدواخلهم أحقاد و سموم ينفثونها كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا 

حكى لي صديق عزيز و غالي حكاية صديق له ، أحب قريبته حبا لا يمكن وصفه ، حبا عذريا جعله متعلقا بها و هي بدورها كانت تبادله نفس الحب ، كانت علاقتهما طاهرة مبنية على الاحترام و التقدير المتبادل ، فلما علمت إحدى قريباتهما بذلك اشتد غيظها و حنقها و أقسمت بأغلظ الأيمان ان تجعل تلك العلاقة دمارا و شتاتا ،فقامت بكل ما يمكن من مكر وخبت حتى لا يتحقق مبتغاهما تكوين أسرة بزواج ، و شمرت على ساعديها و بدأت في عملية الهدم و بثت سمومها ، ادعت ادعاءات و جعلت والدي المحبوبة يصدقونها ، فخلقت لديهما تخوفا و قلقا ، أدى بهما لرفض الزواج ، و استطاعت بذلك أن تخلق نفورا و كان لها ذلك ، التفريق بين صديقي و محبوبته ، ووقع الألم و الجرح الذي مازالت آثاره رغم مرور السنين ؛ و لكن رغم افعالها الشيطانية لم تحقق القريبة مبتغاها الثاني و هي ان تزوج ابنها من قريبتها المذكورة فخابت و خاب مسعاها ، 

فمحبوبة صديقي تزوجت من غيره في ظروف غامضة فانتشر خبر زواجها و كل معارفهما من أقارب و أصدقاء معتقدين أن صديقي هو الزوج لمحبوبته ، و لكن خاب ظنهما لما علموا الحقيقة ، و في حفل زفافها حضر صديقي بصفته مدعو ، واخبرني انه هو من قام بخدمة المدعوين و قلبه مكسور مجروح ينزف دما مما وقع من غدر ، و بعد سنوات تزوج صديقي هو الاخر من زوجة أحبها و احبته و انجب معها اولادا و هي بدورها أصبح لها أولاد و بقي الجرح غائرا ، و أصيبت الراقصة على الجراح بأمراض و ابتليت بابتلاءات لا نهاية لها منها مرض النسيان و تزوج ابنها و لم ينجح في زواجه و كان الطلاق و بقيت المصائب تنزل عليها كالصواعق … 

و بقي صديق صديقي كلما تذكر حكايته يردد هذه المقولات " يمهل و لا يهمل " " الظلم ظلمات" " كما تدين تدان " و يختم كلامه بجزء من آية من القرآن الكريم " و ما كان ربك نسيا" 

شكيب مصبير



Share To: