تقبُّل الصدمات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
تقبُّل الصدمات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
تقبُّل الصدمات : ( تفاوت القدرة على التجاوز ) :
كلنا نَمُر بتجارب مؤلمة منا مَنْ يقدر على التجاوز ومنا مَنْ يحتفظ بالجُرح في قلبه دون القدرة على البوح به ، لذا لا تَلُم أحداً على صمته ، شروده ، حزنه غير المبرَّر ، وتلك الحالات التي يمر بها من الكآبة واليأس والإحباط ، فلا تعلم كيف كانت الضربة قاضية ولكنه تحمَّل وتحمَّل رغم عدم قدرته على التجاوز مهما حاول ، فكان عليك أنْ تمنحه بعض الأعذار حتى يندمل جرحُه أو يَطيب بالتدريج ، فهو ليس بحاجة سوى لمَنْ يُربِّت على كتفه ويشعر بحاله ويرأف به دون أنْ يضع اللوم عليه طوال الوقت وكأنه ارتكب جُرماً ما بفعل امتلاكه مشاعر جياشة بعض الشيء ، فهو لا يملك حلاً سوى الانغماس في تلك الحالة لبعض الوقت لحين أنْ يفيق من الصدمة أو يَجِد الطريقة المناسبة لتقبُّلها واستيعاب الوضع الذي صار عليه في الوقت الراهن ، فلا تُحمِّله ما لا يَطيق أو تضع عِبئاً مضاعفاً على صدره بحيث يُثقِله أكثر ممَّا هو عليه ، فلترحم غيرك حتى تجد مَنْ يشعر بك ويرحمك وقتما تكون بحاجة لذلك أو توضع في موقف عصيب لا تقدر على العبور منه بسلام أو بسلاسة كما قد يعتقد البعض ، فمَنْ يمر بالتجربة ليس كمَنْ يشاهدها من بعيد أو يسمع عنها من بعض الأصدقاء أو الأقرباء ، فلا يستشعر المرار سوى مَنْ تذوقه بالفعل وتجرَّع من كأسه بنفسه أما دون ذلك فيبقى الوضع مُحتمَلاً لا عناء فيه ...
Post A Comment: