من وراء حجاب | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
من وراء حجاب | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
طلَّت من وراء ذاك الحجاب الذي كانت ترتديه على رأسها ، لفتت انتباهه لوهلة ، ظل ينظر إليها دون أنْ يشعر ، لم يجذبه سواها ، لم يَعُد يشعر بوجود غيرها ، ظل مُحملقاً في عينيها لا يتمكن من مواراة إعجابه حتى بدأت تلْحَظ الأمر فانسحبت في هدوء دون أنْ تسبِّب له أي حرج ، ظلت تراقبه من بعيد ، تترقَّب أي نظرة منه ، تختلس النظرات إليه دون أنْ يراها ، كانت سعيدةً بتلك الصدفة ، تلك اللحظة ، تلك الخَطفة التي أَسرت قلبها بالفِعل ، كانت تشعر أنها في أوج جمالها في تلك الأثناء وبأنه لم تُخلَق امرأة في مثل حُسنها ، أَربَكْها ، أَدخَل التوتر لقلبها هُنيهة ولكنه سرعان ما تحوَّل لسعادة غامرة لا تدري لها سبباً سوى أنْ أحداً قد رأى جمالها وقدَّره ، سحرته بساطتها ورقتها ووداعتها التي لا تُلفِت الكثيرين ، كانت تحاول مواراة خجلها ولكنها خفقت في ذلك فقد كان يغلُب عليها ويسيطر على شخصيتها أغلب الوقت ولكنه لم يُبالِ ولم يمنعه هذا الأمر من الوقوع في حبها منذ اللحظة الأولى التي لمحها فيها ، أسرته ملامحها الهادئة الجذابة في ذات الوقت فهي لا تبذل أي مجهود كي تُلفِت النظر إليها ، كل ما هي بحاجة إليه أنْ تعبُر أمامه فيفوح أريجُها فيخيَّل إليه أنه يتلحف به ويظل يحاوطه طيلة حياته رغبةً في عدم الفراق عنها أبداً ، فهكذا ينبُت الحب ويتجلى في لحظات لا نتوقعها أو تخطر لنا ببال ، فما بالك إنْ اجتمع الحب والإعجاب في آن واحد تجاه شخص بعينه فلن تتمكن من الرحيل عنه أمد حياتك وستظل في انتظار تلك الفرصة التي تجمعك به ولو من وقت لآخر ، فهي لحظاتٌ لا تُعوَّض أو يأتي مثيلٌ لها ، فابتسامة المحبوب بمثابة حضن دافئ تحتمي به من شراسة ووَحشية الأيام وقسوة بعض البشر الذين عَهِدْتهم في سابق أيامك التي عِشتها في وحدة غير مُحتَملة قبل لقاء محبوبك في صدفة غير مُتوقَعة البتة ...
Post A Comment: